للمرة الأولى تثير القيادة الإسرائيليّة، بشكل علني موضوع توسيع الحرب ضد لبنان مع الإدارة الأميركية. في المرات السابقة، كانت واشنطن تتدخل لدى إسرائيل “لاحتواء التصعيد”.
وكانت الإدارة الأميركية تضع “فيتو” على اتجاهات داخل الحكومة الإسرائليّة تطالب بتوسيع الحرب، مطالبة بترك الستوى الدبلوماسي يقوم بعمله، لكن هذه المرة، وفي ظل “خيبات الإتصالات” التي تجريها واشنطن وباريس مع لبنان، بادرت تل أبيب الى طلب ما يشبه الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية موسعة.
وفي اتصال هاتفي جرى اليوم بين الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال الوزير الإسرائيلي الذي يعتبر قريبًا من واشنطن، إذ إنّه دخل الحكومة في إطار “حالة الطوارئ العسكرية ومن موقع المعارض لفريق بنيامين نتنياهو” ( قال) لبلينكن أن إسرائيل ستحتاج إلى إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله على طول الحدود الشمالية.
وتشير مصادر داخل الجهاز الأمني الإسرائيلي، وفق “جيروزاليم بوست”، إلى أن الحكومة لن تنتظر العملية السياسية التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة بين إسرائيل ولبنان. “وبدلاً من ذلك، سيعمل الجيش الإسرائيلي بشكل استباقي على إزالة حزب الله من الحدود”.
ويأتي هذا في وقت وسع فيه الجيش الإسرائيلي من مستوى استهدافاته في لبنان، إذ بدا، في الأيّام القليلة الماضية، أخطر بكثير، في رده على قصف “حزب الله”، بحيث قيل إنّه قدم للبنان، في بعض النقاط، نموذجًا عن “نقل غزة الى الجنوب فبيروت”.
وأكدت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن قواته صعدت إلى حد ما من هجماتها وردها في الشمال.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الإثنين إنه إما أن تكون هناك حاجة إلى اتفاق مع حزب الله لإبعاد قوات الرضوان ووحداته الصاروخية المضادة للدبابات عن الحدود، أو ستكون هناك حاجة لعملية عسكرية لإتمام ذلك.
وعندما سئل عما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد استخدم الفسفور الأبيض في المعركة في لبنان، أجاب بشكل غامض: “نحن نتبع القانون الدولي”.
وفي الأسبوع الماضي، قال غالانت لقادة المجتمعات القريبة من الحدود الشمالية أن إسرائيل تحاول التوصل إلى حل دبلوماسي ينسحب بموجبه حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، لكنها مستعدة أيضا “لإزالة المجموعة الإرهابية من خلال الوسائل العسكرية من المنطقة القريبة من الحدود”.
وخلال زيارة للقوات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية يوم الأحد، تحدث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي عمّا سمّاه “ضرورة إعادة الأمن إلى الجبهة الشمالية، وأن هناك طريقة عسكرية للقيام بذلك، وبداية ذلك أيضًا ما تفعلونه هنا – لضرب، أو ردع، أو قتل عناصر حزب الله، لإظهار تفوقنا - ويمكن أن يأتي ذلك أيضًا في شكل هجوم، أو هجوم، أو حرب”.
وقال: “إن دولة إسرائيل لم تقل إنّ الحرب هي الحل الأول لكننا نفهم أن الوضع الحالي يجب أن ينتهي بتغيير واضح للغاية”.