ارتفعت حصيلة قتلى الدهس في مانهايم الألمانية لشخصين كما تم القبض مشتبه به ألماني يبلغ 40 عاما. وفيما ألغت مدن وبلديات في المنطقة مواكب كانت مقررة للاحتفال بالكرنفال، أكدت الشرطة أنه “لا دوافع سياسية” لعملية الدهس.
أفادت مصادر أمنية ألمانية اليوم الاثنين (الثالث من مارس/ آذار 2025) بمقتل شخص ثان جراء قيام سيارة بدهس حشد من المارة في ميدان “باراديبلاتس” بقلب مدينة مانهايم، إحدى أهم وأكبر مدن ولاية بادن فورتمبرغ بوسط غرب البلاد.
وذكرت الشرطة الألمانية أن جهات التحقيق لا تعتقد بوجود دافع سياسي وراء حادث الدهس الدموي. جاء ذلك وفق إعلان مشترك للشرطة والادعاء العام في مانهايم والمكتب المحلي للتحقيقات الجنائية في ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية (التي تقع بها مانهايم).
وأقيم سوق في خضم إطلاق فعاليات الكرنفال في ساحة مانهايم حيث دهست السيارة “مجموعة من الأشخاص” قرابة الساعة 12,15 (11,15 بتوقيت غرينتش).
وكانت الشرطة الألمانية أعلنت في وقت سابق أن هذا الحادث أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عدة أشخاص آخرين. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الأمر يتعلق بحادث عرضي. ومساء الاثنين أكدت الشرطة أنه “لا دوافع سياسية حتى الآن” لعملية الدهس.
ونقلت مجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية عن قاسم تيمور (57 عاما) وهو صاحب مقهى يقع بالقرب من مكان تعرض المشاة للدهس قوله “ما حصل حطم قلبي”. وأضاف أن إحدى موظفاته رأت مصابين بجروح خطيرة، بينهم أطفال. وأظهرت لقطات تلفزيونية أغراضا شخصية على الأرض، منها حذاء طفل، وحقيبة، وسترة.
شتاينماير يعزي بالضحايا
وأعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن خالص تعازيه لأسر ضحايا مانهايم. وقال عبر المتحدثة باسمه على منصة إكس “ما يمرون به أمر فظيع. أتمنى للمصابين الشفاء العاجل”. وشكر الرئيس الاتحادي الشرطة وخدمات الطوارئ.
شولتس يندد بالحادث
ومن جهته، ندد المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين بـ “عمل عنفي غير مبرر”، وقال شولتس على منصة “إكس”، في سياق متوتر شهدت خلاله ألمانيا في الأشهر الأخيرة أعمال عنف عديدة وهجمات، “نعرب مرة أخرى عن حزننا مع عائلات ضحايا هذا العمل العنفي غير المبرر ونخشى على الجرحى”.
ميرتس: يجب منع مثل هذه الأعمال
وأدلى مرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار فريدريش ميرتس بتصريحات مماثلة. وقال زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي في منشور على موقع إكس: “أفكاري مع الضحايا وأسرهم. إن الحادث - فضلاً عن الأعمال الرهيبة التي وقعت في الأشهر الماضية - يشكل تذكيراً صارخاً لنا بأنه يتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع مثل هذه الأعمال”.
وأضاف: يجب أن تصبح ألمانيا بلدًا آمنًا مرة أخرى.
ومسألة الأمن شاغل أساسي في ألمانيا في الأسابيع القليلة الماضية بعد سلسلة من الهجمات العنيفة منها أيضا واقعة دهس بسيارة في ماغدبورغ في ديسمبر/ كانون الأول وأخرى في ميونيخ الشهر الماضي وواقعة طعن بمانهايم في مايو/ أيار 2024.
المشتبه به ألماني في الأربعين من عمره
وأعلنت الشرطة في وقت سابق اليوم أيضا القبض على الشخص المشتبه به في تنفيذ هذا الحادث، وتستبعد المصادر الأمنية وجود شركاء آخرين له علما بأنه يرقد مصابا في المستشفى في الوقت الحالي.
وقال وزير الداخلية بولاية بادن فورتمبرغ توماس شتروبل إن المشتبه به الذي تم القبض عليه هو ألماني يبلغ من العمر 40 عاما ويقيم في ولاية “راينلاندبفالتس” المجاورة.
وذكرت شرطة مانهايم أن المشتبه به تصرف بمفرده ولم يتم التأكد من وجود مشتبه به ثان. وقالت الشرطة: “لا يوجد خطر على الجمهور في الوقت الراهن”.
وظهر اليوم الاثنين، أعلنت الشرطة عن “حالة طوارئ تهدد الحياة” وحذرت من البقاء في منطقة وسط مدينة مانهايم. وفي فترة ما بعد الظهر تم إعطاء الضوء الأخضر بزوال الخطر.
حالة طوارئ في مستشفى مانهايم الجامعي
وبحسب المعلومات الأولية فإن عدد المصابين في الحادث يتراوح بين خمسة وعشرة أشخاص. وأعلن مستشفى جامعة مانهايم تفعيل خطة للكوارث والطوارئ لتأمين الرعاية الطبية للمصابين، حيث تم تجهيز ثمانية فرق طبية متخصصة في العلاج من الصدمات، تشمل فرقا للبالغين والأطفال.
وذكر المستشفى أنه يجري حاليا تقديم الرعاية الطبية العاجلة لشخصين بالغين وطفل واحد. وبحسب معلومات، فقد تم تصنيفهم على أنهم “يعانون من حالة طبية طارئة للغاية” وتلقوا رعاية طبية فورية.
ووفقا لشهود عيان، فإن الرجل انطلق بسيارته قادما من شارع فريدريشسرينغ بسرعة نحو شارع بلانكن، وهو الشارع الرئيسي للتسوق ويمتد لعدة مئات من الأمتار، حيث صدم أو دهس عدة مارة بالقرب من ساحة “باراديبلاتس”.
ويقام حاليا في شارع بلانكن وحول برج المياه “فاسرتورم” سوق كرنفالي يضم عشرات الأكشاك وألعاب الملاهي. وتناثر الحطام في موقع الحادث، كما أظهرت صور سيارة سوداء صغيرة مدمرة بالكامل، يعتقد أنها تعود للسائق المشتبه به. ووفرت الشرطة خدمة الدعم النفسي في مكان الحادث لمساعدة المتضررين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان السائق قد تصرف عمدا أو ما إذا كانت هناك أي صلة باحتفالات الكرنفال في ألمانيا التي بلغت ذروتها اليوم الاثنين فيما يعرف باسم “اثنين الورود” بعدد من المسيرات، على الرغم من عدم وجودها في مانهايم التي شهدت فعاليتها الرئيسية أمس الأحد.
اثنين الورود.. ذروة موسم الكرنفال
وقوات الشرطة في حالة تأهب مرتفعة في فترة الكرنفالات هذا العام بعد أن دعت حسابات على وسائل للتواصل الاجتماعي مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف إلى شن هجمات خلالها في كولونيا ونورمبرج.
وقال متحدث باسم وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إن الوزيرة ألغت مشاركتها في الاستعراض في كولونيا اليوم الاثنين، وهو الأكبر في ألمانيا، بسبب الأحداث التي شهدتها مانهايم.
واليوم الاثنين هو ما يعرف باسم الاثنين الورود (روزن مونتاغ) وهو ذروة موسم الكرنفال السنوي الذي تحتفل به المناطق الغربية والجنوبية ذات الأغلبية الكاثوليكية في ألمانيا، ويتضمن استعراضات لمجسمات تنطوي على معان كوميدية أو ساخرة من الشؤون السياسية الجارية.
وتضمن كرنفال هذا العام مجسمات تضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإيلون ماسك، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وارتدى آلاف المشاركين في الحفلات أزياء المهرجين التقليدية ورقصوا في شوارع كولونيا ودوسلدورف ومدن أخرى في غرب وجنوب ألمانيا قبل موسم الصوم الكبير.
وبعد وقوع الحادث في مانهايم ألغت عدد من المدن المجاورة مثل هايبدلبرغ إلغاء موكب للكرنفال كان مقررا يوم الثلاثاء بسبب الحادث المميت في مانهايم. وتم تنسيق هذه الخطوة أيضًا مع المدن والبلديات في المنطقة المحيطة التي خططت لتنظيم مسيرات للكرنفال يوم غد الثلاثاء.
