"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

إنفتاح "ضحاياه" عليه يرسّخ قناعة الأسد بأنّ..."الجريمة مجدية"

نيوزاليست
الاثنين، 10 أبريل 2023

إنفتاح "ضحاياه" عليه يرسّخ قناعة الأسد بأنّ..."الجريمة مجدية"

لاحظت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يضطر يوما إلى الرد على أدنى الجرائم التي ارتكبها رغم طول القائمة؛ من الجرائم ضد الإنسانية والمذابح المنظمة إلى حملات الاغتصاب الممنهج والإخفاء القسري، بل إنه نجح في الالتفاف على العقوبات الدولية عبر تطوير الإنتاج الصناعي والتسويق المكثف للكبتاغون.

وأوضح الأستاذ الخبير في شؤون الشرق الأوسط جان بيير فيليو -في عموده بالصحيفة- أن إنتاج هذا الأمفيتامين الذي يسبب الإدمان يعود الآن بمليارات الدولارات سنويا على النظام السوري، ويمثل مصدره الرئيسي من العملة الصعبة، وهو موجه في المقام الأول إلى السعودية التي تبدو -رغم ذلك- مستعدة لتطبيع علاقاتها مع دمشق.

ليس بغريب على الأسد -الذي شجع الإرهاب وفي الوقت ذاته جعل نفسه الحصن الوحيد ضد الإرهاب- أن يوهم العالم بوقف تجارة المخدرات التي هو قائدها الرئيسي

ولا تكلف صناعة الكبتاغون سوريا كثيرا، إذ استطاعت دمشق -حسب الكاتب- إعادة تدريب علماء العقاقير في صناعة الأدوية التي كانت قائمة على تصنيع الأمفيتامينات، وإنشاء شبكة صلبة من الورش السرية في مناطق عسكرية غالبا، وذلك تحت حماية الفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر الأسد؛ الشقيق الأصغر للرئيس.

وتضمن هذه القوات حماية القوافل المحملة بالأمفيتامينات لتوصيلها إلى شركاء مرتبطين بحزب الله في لبنان، أو إلى الأردن حيث يشتبك المهربون السوريون مع قوات الأمن، منذ فتح الحدود البرية بين البلدين في أغسطس/آب 2021.

يراهن المسؤولون السعوديّون على أنه من الأفضل الحوار مع نظام الأسد بدل نبذه، كي يؤدي ذلك للحد من تهريب الكبتاغون

وإذا كان جزء من الكبتاغون يتم استهلاكه بشكل متزايد ومقلق في لبنان والأردن، فإن الوجهة النهائية لشحنات المخدرات تظل السوق السعودية التي يحظى الكبتاغون فيها بشعبية لا يمكن إنكارها بين الطبقة الوسطى في المدن السعودية، حتى إن الرياض فرضت عام 2021 حظرا على الواردات الزراعية من لبنان، بعد تكرار اكتشاف شحنات من الفاكهة أو الخضار “المحشوة” بالكبتاغون.

ولا تخفي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن -التي سنت “قانونا ضد انتشار وتهريب وتخزين المخدرات من قبل الأسد”- رغبتها في إعاقة ديناميكية التطبيع التي أطلقتها بكين مؤخرا من خلال وساطتها الناجحة بين إيران والسعودية، خاصة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منفتح على المصالحة مع الأسد، وأن المسؤولين السعوديين يراهنون على أنه من الأفضل الحوار مع نظام الأسد بدل نبذه، كي يؤدي ذلك للحد من تهريب الكبتاغون.

وخلص جان بيير فيليو إلى أنه ليس بغريب على الأسد -الذي شجع الإرهاب وفي الوقت ذاته جعل نفسه الحصن الوحيد ضد الإرهاب- أن يوهم العالم بوقف تجارة المخدرات التي هو قائدها الرئيسي، لأنه مقتنع في قرارة نفسه بأن الجريمة مجدية.

المقال السابق
اجتمعا تحت صورتي الخامنئي والخميني... قراءة إسرائيليّة في لقاء نصرالله وهنيّة
المادة التالية
عنّا...رئيس!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الطريق الى 7 تشرين...شارون يقمع الانتفاضة الثانية ويزيح عرفات

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية