نحن نعرف أنّ “حزب الله”، وحين تأتيه “كلمة السر” من إيران سوف يوسّع دائرة الحرب المندلعة في الجنوب. حتى الساعة، هو كما سائر التنظيمات التابعة ل”الحرس الثوري الإيراني” يكتفي بإشغال إسرائيل والولايات المتحدة الأميركيّة!
هذا نعرفه، ولكن ما نحن به مقتنعون أنّه لا بدّ من تعقيد قدرة إيران على إعطاء “حزب الله” مثل هذا الأمر، ليس دفاعًا عن إسرائيل ولا إهمالًا لأهل غزة، بل صونًا للبنان العاجز كليًّا عن تحمّل كلفة حرب مماثلة، إذ إنّه، وبنتيجة التخمينات بإمكان توسيع نطاق الحرب، بدأ يدفع باهظ الأثمان!
تعقيد مهمّة إيران في تكليف “حزب الله” بتوسيع الحرب ليس معقدًا، إذ إنّ اللبنانيّين على مختلف إنتماءاتهم يجب أن يصعّدوا مواقفهم ضد الحرب حتى تدرك إيران أنّ كلفتها على نفوذها في لبنان ستكون مرتفعة للغاية! وهذا يفترض عدم ترك ساحة الرفض لعدد من السياسيّين الذين طالما نجح “حزب الله” في تجاوز مواقفهم وآرائهم المناهضة له، وتاليًا لا بدّ من انضمام الجميع، على أيّ مستوى كانوا إلى هذه الحملة المناهضة لتوسيع الحرب!
دعوا بعض السياسيّين الخائفين على نفوذهم أو على أنفسهم يقولون ما يقولونه عن أنّهم سيكونون خلف “حزب الله” ومعه، في حال توسّعت الحرب، واتركوا الحكومة الساقطة تسترضي “حارة حريك”، وقولوا عكسهم حتى لو كانوا زعماءكم، وارفعوا الصوت عاليًا ضد “حزب الله”، فالشعب الذي يتخلّى عن “وعيد” المحاسبة على الويلات التي أصابته ويمكن أن تصيبه يخسر حتى أحلامه المتواضعة!
قد يكون لصوص الطبقة السياسيّة والمصرفية والإداريّة الذين اجتمعنا ضدّهم، في يوم من الأيّام، أساءوا كثيرًا الى لبنان واللبنانيّين، ولكنّ كلفة يوم واحد من حرب تدميريّة “لا ناقة لنا بها ولا جمل” هي أكثر فداحة من كل ما نهبوه في سنة كاملة!
قبل أيّام فُهم أنّ خالد مشعل قد انتقد “حزب الله” من خلال إشارته إلى أنّ مستوى تدخله في الحرب “غير كاف”، فشّن عليه “الممانعون” حملة شرسة تضمّنت ضمن ما تضمنته من قدح وذم، إشارات الى أنّ لبنان لا يقوى على تحمّل تبعات حرب تدميريّة!
وهذا يعني أنّ “حزب الله” نفسه، في حال لم يتلقَ أمرًا مباشرًا من إيران، لا يريد أن تتوسّع الحرب التي اضطر إلى خوضها في الجنوب خدمة لنظريّة “وحدة الساحات”.
وعليه، ليس علينا سوى أن نجهد في العمل على تعقيد استسهال إيران إدخالنا في حرب تدميريّة واسعة!