"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

إليكس كوشنير / “دولة الحريديم” في إسرائيل… “سوس الخشب منه وفيه”

الرصد
الثلاثاء، 21 مارس 2023

في أواخر السنة الـ 75 لوجود إسرائيل، تقف الدولة أمام تهديد وجودي – تهديد على هويتها كدولة يهودية وديمقراطية. لقد جرى الحديث كثيراً عن تهديد على الديمقراطية الإسرائيلية وقليلاً عن الخطر على يهودية الدولة. هذا الخطر يأتي من الداخل، من أولئك الذين يدعون بأنهم يمثلون الجمهور الحريدي في إسرائيل. زعماء “شاس” و”يهدوت هتوراة” قرروا أن يقسموا الشعب إلى قسمين: أولئك الذين يحمون الدولة ويمولونها، وأولئك الذين يتعلمون التوراة على حساب الآخرين. يتطلعون لتثبيت الحكم الذاتي الحريدي وجعل باقي الجمهور خادماً عديم الصوت لهذا الحكم الذاتي.

مبادرات التشريع التي تنتهجها الأحزاب الحريدية، مثل توسيع صلاحيات المحاكم الحاخامية، وتشريع قانون أساس: تعليم التوراة، وزيادة ميزانية مؤسسات التعليم التي لا تعلم المواضيع الأساس، إنما هي بنود في الخطة الكبرى: تحويل دولة إسرائيل من دولة يهودية إلى دولة دينية. زعماء الأحزاب الحريدية يشخصون ضعف نتنياهو، ويتمتعون بتماثل لحظي للمصالح مع لفين وروتمان، ويستغلون حماستهما لتحقيق أهدافهم. هذا هو السبب الذي يجعل “شاس” و”يهدوت هتوراة” المعارضين الأكثر حزماً لكل حل وسط في مسألة الانقلاب النظامي.

ليس سراً أن الزعامة الحريدية عارضت إقامة دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية وكافحت ضد الحركة الصهيونية في سنوات ما قبل قيام الدولة. وعندما فشلت، قررت تغيير الاستراتيجية وبدأت تعمل على تغيير طابع الدولة من الداخل. جعلت الدين اليهودي على مدى السنين أداة تأثير، وجعلت كل من لا يتفقون معها في المسائل الدينية والتقاليد اليهودية غير شرعيين، وتُدخل إلى عقولنا أن قيمة تعليم التوراة يجب أن تأتي على حساب قيم أخرى مثل الدفاع عن الوطن أو المساواة في العبء، في ظل تجاهل تام لشخصيات من الماضي تشكل إلهاماً لأجيال من اليهود، مثل يهودا المكابي ويهوشع بن نون اللذين كانوا مقاتلين، أو “الرمبام” الذي بالتوازي مع كونه المفكر الأكبر في اليهودية، كان يعمل في الظل.

نحن ملزمون بفصل متفرغي “شاس” و”يهدوت هتوراة” عن مراكز قوتهم ونفوذهم؛ وأن نوقف تسوية “توراته إيمانه” التي تمنع وضعاً يتجند فيه كل شاب أو شابة في هذه الدولة لخدمة عسكرية أو مدنية دون فرق في الدين والعرق والجنس؛ وأن وقف تمويل مؤسسات التعليم بدون المواضيع الأساسية كي نوقف التحفيز للجهل ونسمح لكثير من الشبان بالانخراط في سوق العمل والمشاركة في العبء. علينا إعادة الحاخامية الرئيسة لأن تكون مؤسسة روحانية وليست مصلحة تجارية اقتصادية، ونلغي المحاكم الحاخامية كي يكون لنا جهاز قضاء واحد، ونوقف كل تشريع للشريعة في الكنيست.

باختصار، يجب أن نفصل الدين عن الدولة كي ننقذ الدولة اليهودية وننقذ الدين اليهودي.

معاريف

المقال السابق
إنفتاح على الأسد و"تضييق" على لبنان...يا للعجب!

الرصد

مقالات ذات صلة

ماذا يحصل في غزة المنسية؟!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية