حسنًا فعل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بتقديم اعتذاره على وصفه شعار “لبنان أوّلًا” بالسخيف.
في الواقع، في هذا التوصيف لم يتنكر وليد جنبلاط لحقبة مهمة من تاريخه، فحسب بل لتضحيات كثيرة قدّمت في خدمة هذا الشعار الذي كان بمثابة حلم لجماعة كبيرة جدًا من اللبنانيّين، أيضًا.
وفي ظل هذا الشعار، اغتيلت شخصيات رائدة في لبنان وجرى التنكيل بشخصيات أخرى.
صحيح أنّه في ميزان الحقبة السياسية الراهنة يبدو أنّ شعار “لبنان أوّلًا” قد أصبح من الماضي، ولكن حاضر لبنان بالمقارنة مع الزمن الذي تمّ فيه رفع هذا الشعار، هو السخيف!
حاضر سخيف لأنّه يحتقر لبنان، دولة وشعبًا وأرضًا، في حين أنّ “لبنان أوّلًا ” كان يطمح الى توفير مظلة وطنية تحمي هذا الثالوث الذي من دونه لا وجود فعليًّا للوطن!
حاضر سخيف لأنّه بهاجس خدمة “الأنا أوّلًا”، و”الطائفة أوّلًا” و”الخارج أوّلًا”، قد تمّت الإطاحة بكل مقوّمات لبنان، فنُهب وقُسّم وتلوّث وتشتّت واستُخدم كجارية في صراع المحاور وحروب الإقليم.
إنّ الإعتذار الذي قدّمه جنبلاط يفي بالغرض، وهو بطبيعة الحال مقبول، ولكنّ لا بد من استغلاله لفتح ورشة وطنية كبيرة تساعد اللبنانيّين على إعادة الثقة بوطنهم بعدما حوّلهم سياسيّوه الى تائهين على قارعة الأمم!