"إعتكاف" ميقاتي عن تصريف الأعمال لم يحظَ بغطاء سياسي سنّي ولا "رضوخه" لتوقيت برّي

لم يترك تلويح الرئيس نجيب ميقاتي بالإعتكاف عن تصريف الأعمال أيّ تأثير في المجتمع السياسي اللبناني الذي لا يزال يركّز على فهم دلالات الانقسام الناجم عن قرار تأخير العمل بالتوقيت الصيفي، حتى انتهاء شهر رمضان المبارك.

ومنذ أصدر ميقاتي بيان إلغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة، اليوم الإثنين صدرت بعض المواقف الهامشية التي أبدت عدم اكتراثها بفكرة الإعتكاف، على اعتبار أنّ أداء ميقاتي، كما بيّن قرار التوقيت الصيفي، يدفع بالبلاد إلى مزيد من الشرذمة ويشجع على التقسيم الذي بات له شعبيّة واسعة لدى شرائح لبنانيّة تتقدمها الشريحة المسيحيّة.

ولم يجد ميقاتي سوى اللجوء الى رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمّام سلام، من أجل الترويج لفكرة الإعتكاف، فعقد معهما، أمس الاحد اجتماعًا انتهى الى مناشدتهما إيّاه” متابعة تصريف الاعمال الحكومية، ودعوة مجلس الوزراء في أقرب فرصة ممكنة”.

ولكنّ اللافت للإهتمام أنّ السنيورة وسلام لم يغطيا قرار ميقاتي بخصوص التوقيت الصيفي، بل العكس هو الصحيح إذ “تمنيا” عليه أن يعود الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب في موضوع التوقيت.

وفي ذلك انتقاد ضمني الى استفراده بتعديل قرار سبق أن صدر عن مجلس الوزراء.

ووفق معلومات “نيوزاليست” فإنّ هناك استياء سياسيًّا في الطائفة السنيّة، ليس من قرار ميقاتي بذاته، بل من طريقة اتخاذه، إذ إنّه ظهر مجرّد منفّذ أوامر عند رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الأمر الذي يلحق ضررًا كبيرًا بمقام رئاسة الحكومة.

وكان ميقاتي، وفق ما ظهر في الجزء المصوّر من اجتماعه الأخير مع برّي في موقع الرافض لإرجاء العمل بالتوقيت الصيفي، بسبب انعكاساته السلبية على لبنان، ولكنّه، بعد خروجه من الاجتماع، أسقط تحفظاته وفعل ما أراده برّي.

ولفت مصدر سياسي رفيع إلى أنّ توقيت اعتكاف ميقاتي خاطئ لأنّ العاصفة التي اندلعت في لبنان، ولو كان جوّها الطائفي كريهًا، هو الذي تسبّب بها.

وعليه، فإنّ ميقاتي سوف “ينسى” الاعتكاف وربّما يجد تغطية لينسى تأجيل التوقيت الصيفي أيضًا.