صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” البيان الآتي:
المعبر الوحيد للانتخابات الرئاسيّة هو الدستور، وأقصر الطرق لانتخاب رئيس للجمهورية هو الدستور، والذين يدعّون أنّ الطريق إلى الرئاسة الأولى تمرّ في عين التينة يتخطّون الدستور ويُمعنون في الشغور، وليس من حقّ فريق الممانعة إطلاقًا أن يعطِّل الانتخابات الرئاسيّة، وأن يواصل سياسة التعطيل التي تحولّت إلى قاعدة يترجمها عند كل استحقاق رئاسي أو حكومي سعيًا إلى تحقيق مآربه وأغراضه من خلال استخدام أسلوب التعطيل، هذا الأسلوب الذي قطعت المعارضة النيابية السياديّة الطريق عليه.
وهل أصبح أساسًا التمسُّك بانتخاب رئيس من خلال الدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية هو الشواذ، فيما تعطيل الانتخابات الرئاسيّة ووضع شروط غير دستورية هو الصواب؟ بالتأكيد كلا.
وأما الكلام عن شروط ملزمة تسبق الانتخابات الرئاسية، وهي أساسًا غير موجودة في أي نص دستوري، من قبيل أنّ الحوار برئاسة الرئيس نبيه بري هو الممر الإلزامي للانتخاب، أو أن عين التينة هي المعبر لانتخاب الرئيس، فهذا الكلام يؤكد أنّ أصحابه يريدون تعديل الدستور وتكريس أعراف جديدة منافية للنصوص الدستورية، ونضع هذا الكلام في عهدة مَن لا يزال يتعامل بخفة مع المحاولات الانقلابية المستمرة على الدستور.
أمّا لجهة الحديث عن “نكران الجميل”، فالنكران الفعلي يكمن في عدم الدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية كما ينصّ عليه الدستور، ونكران الجميل الفعلي يكمن في عدم المشاركة في الدورات كلّها حتى انتخاب الرئيس والخروج دائما أبدا بعد الدورة الأولى. إن نكران الجميل هو في تعليق العمل بالدستور وتعطيل الانتخابات الرئاسية وضرب الانتظام وشلّ البلد.
ونكرِّر لمَن يلوِّح بقدرته على جمع 86 نائبًا من دون دعوتهم إلى طاولة الحوار حرصًا على عدم تغييب “القوات اللبنانية” والمعارضة النيابية السيادية، نكرِّر تشجيعه بضرورة الإسراع إلى دعوتهم من أجل حوار مفتوح لا يعنينا من قريب ولا من بعيد باعتباره غير دستوري، وما يعنينا هو الالتزام بالجلسة المفتوحة بدورات متتالية التي يتّضح يومًا بعد يوم أنّ محور الممانعة لا يريدها إلا بشروطه وكأن لا دستور في لبنان ولا قواعد ولا توازنات ولا ميثاق(…)، وبالتالي سقط القناع عن هذا المحور الذي رفض أن يلتقي بنواب المعارضة الذين أطلقوا مبادرة لإنهاء الشغور الرئاسي لأنه يريد انتخابات بشروطه وليس بشروط الدستور، وحوار بشروطه فيما الحوار الفعلي لانتخاب رئيس لم يتوقّف أي لحظة، إنما من أوقف إمكانية وصوله إلى النتائج المرجوة هو هذا المحور بالذات من خلال خروج نوابه دائما وأبدًا بعد الدورة الأولى، وسعيه إلى تغيير طريق الوصول إلى بعبدا باستبدال طريق الجلسة المفتوحة بدورات متتالية في مجلس النواب، بطريق الحوار الملزم في عين التينة سعيًا إلى وصاية مكشوفة على رئاسة الجمهورية.