على وقع “الكباش” الحاصل في ملف التمديد لليونيفيل بفعل اعتراض “حزب الله” عبر توكيله الجهات الرسمية اللبنانية التصدي ديبلوماسياً للتعديلات المطروحة دولياً لتعديل مهمة القوة الدولية وقواعد حركتها في منطقة انتشارها، استخدم الحزب رسائله العسكرية لمواجه التمديد لها خلال عراضة في بعلبك التي لها رمزيتها كونها معقل وجود الدويلة وخزان سلاحها الممتد الى الجنوب.
اختار الحزب التوقيت والمكان المناسبي لايصال “تهديده” غير المباشر، فبعد المناورة العسكرية جنوباً، جاءت عراضة بعلبك لتستكمل مشهد الفوضى المنظمة التي يستحضرها الحزب لتهويل على الداخل كما الخارج بسلاح غير شرعي يعكس حجم التفلت الحاصل في قلب الدولة التي باتت مكبلة بسلاح يستخدمه عند كل استحقاق كـ”ورقة تهديد” لتمرير مآربه.
ارتأى الحزب في أن تكون رسالته “المبطنة” للأمم المتحدة بعد التداول بمسودة تعديل تطبيق القرار 1701، بأن المضي بذلك سيواجه “بالدم” عبر واجهة الأهالي في تحركات “مدروسة” عن سابق اصرار وتصميم كرد صريح على مخطط لن يسمح بمروره في مناطق نفوذه حيث الكلمة الفصل له.
3 أيام تفصل لبنان عن القرار الجديد لمجلس الامن الدولي بالتمديد سنة إضافية لمهمة “اليونيفيل”، في مواجهة صعبة يخوضها لبنان الرسمي عبر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب وبعثة لبنان في الأمم المتحدة باسم الحكومة رفضاً للتمديد لقوات اليونيفيل تحت احكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استعمال القوة، بمواكبة م ن الحزب وتحذير بأن أي تعديل لمهمة اليونيفيل هو خدمة لإسرائيل ومفاعيله لن تمر من دون رد وتصعيد.
تترجم ذلك بـ”بروفا” مصغرة ضمن مسلسل مستمر من الاعتداءات وآخرها ما حصل منذ قرابة أسبوع قرب سهل الخيام عند مفرق الوزاني حيث أقدم عدد من الشبان بقطع الطريق أمام عناصر اليونيفيل وهم يرفعون اعلام حزب الله وقاموا بمحاصرتهم ومطالبتهم بالرحيل مع استخدام الشتائم وعبارات التهديد، بعد أن كانت حادثة العاقبية التي سقط فيها عنصرين من تلك القوات قد أعادت الواجهة بشكل مفضوح استخدام الحزب للأهالي كستار لاستهداف اليونيفيل وتطويق حركتها المرفوضة من قبله.