"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

حزب الله يخسر سلاح الخطابة وصورة "المرافق" تطغى على الأمين العام

مريم سيف الدين
السبت، 1 مارس 2025

حزب الله يخسر سلاح الخطابة وصورة "المرافق" تطغى على الأمين العام

دُفنت حقبة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله. صار الحزب أمام نسخة جديدة منه مقصوصة الأجنحة لا يجرؤ فيها أمين عام هذه الحقبة، نعيم قاسم، حتى على التهديد بالأخذ بثأر خلفه وخلف خلفه ولو كانت المناسبة تشييعهما. بل وصارت خطابات الأمين العام للحزب لا تلقى صدى لدى الجمهور.

وقد أظهر التشييع عجز قاسم عن القيام بمهمة الخطابة أمام الحشود، والجفاء بين جماهير “حزب الله” وأمينه العام وريث أكثر من ثلاثين عاما من تركة نصرالله.

قد يشير الجفاء بين قاسم وجمهور “حزب الله” إلى مرحلة جديدة سمتها إطلالات الأمين العام المملة وخطاباته المتناقضة، التي يسعى من خلالها إلى تسويق الدور الجديد لحزب الله المكبل اليد والسلاح، والمجبر على اتخاذ قرارات تناقض عقودا من الخطابات، ومكابرة ما بعد الهزيمة.

يشير التفاعل مع كلمة قاسم خلال التشييع أن المشاركة في مناسبات حزب الله المقبلة لن تعود إلى ما كانت عليه في السابق، وأن الاكتراث بخطاب الأمين العام سيتراجع كثيراً، مع ما ينتج عن ذلك من تراجع في النفوذ وفي القدرة على التأثير على الجمهور.

فرغم محاولته تحسين أدائه الخطابي، وبذل جهد في رفع الصوت والصراخ لئلا تكون كلمته مملة وأن يخرج عن الرتابة في الإلقاء، إلا أن قاسم لم يفلح في تحميس الجمهور كما كان يفعل نصرالله. مع أنه بدأ كلمته بمحاولة تقليد مدخل كلمة نصرالله ونبرة صوته في أول خطاب ألقاه أمام جمهوره بعد انتهاء حرب تموز 2006، يوم هتف بهم قائلاً “يا أشرف الناس”.

ولم ينتظر جزء من الجمهور أن ينهي قاسم كلمته، التي لم تحمل لهم جديدا أو أقله معنوياتات، حتى بدأ بالمغادرة إلى خارج الملعب. في مشهد قد يمثل صورة بدء الانكفاء عن الحزب، وإن ببطء. فتعيين قاسم أمينا عاما بعد اغتيال نصرالله أدى إلى الانكفاء عن التعلق بشخص الأمين العام. هكذا صار حزب الله من دون رمز حيّ.

فقدان سلاح الخطابة

وعلى العكس مما كان يحصل على نطاق واسع بعيد كل خطاب لنصرالله، لم ينشر الموالون لحزب الله وعناصره اقتباسات من خطاب قاسم، ولا مقاطع مصورة من كلمته، بل انصب الاهتمام والتركيز على مرافق الأمين العام السابق. وهو الذي حضر التشييع بين الناس من دون أن ينبس بكلمة، وكأنّ العاطفة الناجمة عن الفقدان والخسارة صبت لدى المرافق لا الأمين العام.

إذاًا، مرت كلمة قاسم من دون ردة فعل أو تلقف من الجمهور. ما يشير إلى فقدان الحزب سلاح الخطابة بعد أن فقد ترسانته العسكرية. وهو ما يفرض تحدياً على حزب الله في محاولته إيصال رسائله إلى الجمهور كما كان يفعل نصرالله. فلا أحد يملك اليوم مونة الراحل على المؤيدين والعناصر، وتاليًا، لن تقتصر تداعيات الأمر على خارج الهيكل التنظيمي للحزب، بل يرجح أن تنسحب على الجسم التنظيمي أيضاً، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى غياب الشخصية الجامعة وازدياد الخلاف الداخلي بين عناصر الحزب ومسؤوليه، والذي تتضارب مصالحهم. خصوصاً وأن تنظيما كحزب الله وفي لحظات الشدة يشهد اختلافاً بين تيارين، أحدهما أكثر تطرفاً من الآخر.

على أي حال، قد يظل أبو علي “الأيقونة” التي سيتعلق بها قسم كبير من جمهور حزب الله بانتظار أن يخرج قيادي قادر على مخاطبتهم وكسب ودهم واحترامهم. حتى ذلك الحين على قاسم أن يبذل جهدا كبيراً كي يتقرب من جمهور حزبه، بل وحتى عناصره، خصوصا وأن الآمال التي علقها هؤلاء على الحزب قد انهارت بسرعة قياسية.

المقال السابق
ماذا يحصل في جرمانا "الدرزية" في ريف دمشق؟

مريم سيف الدين

صحافية لبنانية

مقالات ذات صلة

كيف يتفاعل سلام ومريدوه مع حملة "الممانعة" على جولته الجنوبية؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية