المفتي الجعفري أحمد قبلان للفاتيكان: بعض الرؤساء الروحيين في بلدي يرون ما تقوم به طائفة الفداء الأكبر وجماعة مقاوميها إرهابا ممقوتا لا بد من ردعه ومنعه
بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، يعقد في بكركي لقاء لرؤساء الطوائف اللبنانية، بحضور امين سر دولة الفاتيكان بترو بارولين، حيث كانت الملفات الساخنة في لبنان والمنطقة مدار بحث بين الحاضرين، خصوصاً مسألة الخروج بموقف موحد لجهة ضرورة الانتهاء من الازمة الرئاسية وفك ارتباطها بما يحصل في غزة، إضافة إلى رفض الحرب وضرورة ابعادها عن لبنان.
وباستثناء المقاطعة الشيعية للقاء، حيث لم يُسجل حضور أي من المراجع الشيعية، حضر من رؤساء الطوائف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، كاثوليكوس الأرمن الارثوذوكس آرام الاول كيشيشيان، بطريرك الارمن الكاثوليك رافاييل بيدروس الحادي والعشرون، رئيس المجلس العلوي الشيخ علي قدور، ومن الأحزاب والشخصيات السياسية والحز بية، النائب بيار بو عاصي ممثلاً رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، رئيس التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، النائب نديم الجميل ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
ورحب البطريرك الراعي بداية برؤساء الطوائف الذي يمثلون السنّة والدروز والعلويين إضافة إلى الأحزاب والشخصيات السياسية المشاركة.
واعتبر الراعي أننا “نعيش ظرفاً صعباً جداً، لذلك سنطلق نداء والصلاة من أجل السلام، ورفضاً للحرب. فشعبنا لا يستطيع أن يتحمل تبعات هذه الحرب”.
وتوجه إلى الموفد الفاتيكاني قائلاً: “نأمل أن تكون زيارتكم مناسبة لحلول السلام في لبنان ووقف الحرب خصوصاً أنكم تمثلون الأب الأقدس الذي نكن له الاحترام والصلاة، والذي لا يترك مناسبة إلا ويتناول فيها لبنان. فنحن بحاجة للأمل، ونحن أبناء الأمل والرجاء”.
كما ألقى بارولين كلمة تمنى فيها الوصول إلى حلول للبنان ولشعبه الذي يعاني.
المقاطعة الشيعية
وأوعز “حزب الله” الى الممثلين الدينيين للطائفة الشيعية بمقاطعة اللقاء، بسبب مواقف الراعي من الحرب التي فتحها ضد إسرائيل ومن توصيفات اعتبرها تنال منه.
وكان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أكد حضوره لكن ذلك كان قبل عظة الراعي صباح أمس الأحد، حيث أورد فيها الآتي: “إنّنا نفهم معنى عدم وجود رئيس للجمهوريّة: إنّه رئيس يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن تطبيق قراراته ولا سيما القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سوريا، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب. وبعد ذلك يُعنى هذا الرئيس بألّا يعود لبنان منطلقًا لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد، وتحويله من واقع سياسيّ وأمنيّ إلى واقع دستوريّ يعطيه صفة الثبات والديمومة من خلال رعاية دوليّة. فالحياد هو في الأصل من طبيعة الكيان اللبنانيّ، ونظامه السياسيّ”.
إذن، حضر الجميع وعزل “حزب الله” الشيعة!
رسالة قبلان التحريضية
وفي محاولة لتوضيح أبعاد تغييب الطائفة الشيعية بقرار سياسي، وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان المعروف صلته الإندماجية بالثنائي الشيعي، نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين حرض فيه على الراعي. ومما جاء فيه: ” بعض الرؤساء الروحيين في بلدي يرون ما تقوم به طائفة الفداء الأكبر وجماعة مقاوميها إرهابا ممقوتا لا بد من ردعه ومنعه، ولا يفتأ هذا الصوت يطالب بتطبيق قرارات دولية عمليا تلزم لبنان دون إسرائيل بقرارات أممية مطبوخة بسم الظروف، وأكبر الممكن لتمنع فدائيي هذا البلد وقديسي هذا الوطن من القيام بواجب منع الفظاعات والمذابح عن المظلوم والمحروم والمنكوب والمعذب بهذه الناحية من الأرض (…) وهذا ما يتعارض مع صميم الحق المعمد بأنين المسيح ومحمد، ولا حياد عن حق ولا انحياز لباطل، ولا تضامن مع إرهابي مجرم، ولا دينونة لمن يدعو لنزع سلاح من تعمد بالقرابين لحماية الكنيسة والمسجد ونهض بتاريخ من العناء والأشلاء ليمنع الفظاعات الصهيونية بوطن المسيح ومحمد وهو نفسه من استعاد هذا الوطن المعمد بالطقوس السماوية، رغم أن هذا البلد كان يوما ضحية سهلة للجنازير الصهيونية، ولم يعد وطنا إلا ببحر من دماء وتضحيات يشهد لها كل مظلوم ومنصف رغم اختلاف ديانته وطائفته، ولذلك ودليلي صميم روحية الإنجيل والقرآن”.
تابع:”(…)إذا كانت حماية الكنيسة والمسجد وتحرير هذا البلد وإغاثة مسيحيي سوريا ولبنان وفلسطين وطحن أنياب الجيش الصهيوني إرهابا فنحن أهل الإرهاب وأسياده، ولن نسكت بعد اليوم ولن نسمح للصهيونية بموطئ قدم بهذا البلد على الإطلاق”.
وقال:”(…) لن نقبل بتوظيف الكنيسة في غير ما للرب فيها، ولنا فيكم خالص الثقة، فأصلحوا وامنعوا الصوت إلا بحقه، واحفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإن الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد”.
ختم:“في خصوص انتخاب رئيس جمهورية للبنان أقول لحضرتكم الكريمة، إننا نريد رئيسا مسيحيا للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين، وشكرا لكم”.