"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"حزب الله" وعقدة الأحجام!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 18 أغسطس 2024

لم يتردد النائب حسن فضل في وصف معارضي “حزب الله” الذين لديهم مواقف نقدية من توريط لبنان عنوة بحرب طوفان الأقصى، بـ “الصغار”.

ويتوهم هؤلاء الذين تنشرهم “المقاومة الإسلامية في لبنان” على منابر التأبين اليومية، بأنّ مواقعهم التمثيلية التي يعرف الصديق قبل العدو أنّ لا علاقة لها بصناعة حتى أتفه القرارات،( وهذا ما يُعفيهم من درء أنفسهم من مسيّرات إسرائيل)، تتيح لهم إهانة المرجعيات والقيادات والأحزاب والمواطنين الذين لا يتقاسمون وإياهم النظرة نفسها الى وهب السيادة الوطنية للإرادة الإيرانية، وإلى استدراج العدو الى التدمير والقتل والسحل، وإلى الاستخفاف بالمرجعيات الدولية، والى تجاوز القرارات الدولية ولا سيّما منها التي صدرت بموافقة “حزب الله” كالقرار 1701، وإلى احترام الموجبات الدستورية وإلى تأمين المؤسسات العسكرية والأمنية على الحجر والبشر، وإلى أخطار إدخالهم عنوة في “وحدة الجبهات” وفي “تلاحم الساحات”، وإلى إبقائهم أسرى في “الأنفاق”!

يتوهم النائب فضل الله ومن هم على مقاسه في “حزب الله” بأنّ من يستفرد بالقرار الوطني ويقحمه في حرب عبثية، باسم تحرير القدس، وهو العاجز عن تحرير شبر واحد من مزارع شبعا بعد أكثر من 24 سنة من تخصيص موارده لها- وفق المزاعم على الأقل- هو كبير لأنه يواجه الكبار!

ويهين فضل الله ومن هم على مقاسه أنفسهم، فمواجهة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيلية هي مواجهة مع الكبار ومن شأنها “تكبير” من يواجههما، في حين أن مواجهة “حزب الله” تصغّر من يواجهه، لأنّها، وفق القياس نفسه، هي مواجهة مع “الصغار”.

وفي العموم، ليس بالضرورة أن يكبر من يواجه الكبار، فهذا انحراف ينشط به عادة من يتم استخدامهم في معارك إلهائية، أو استرزاقهم في حروب الآخرين. وهي عوارض مرض يعاني منه المصابون بخلل في القياس، أو في العقل، أو في الإدراك. جميع هؤلاء لا يقيمون أي اعتبار لما يلحق بأوطانهم أو بمجتمعاتهم أو بعائلاتهم أو بأنفسهم من خسائر وويلات وكوارث.

وفي المقابل، فإنّ مواجهة هؤلاء المستوهِمين كبرًا، لا تصغّر من يحاول التصدي لهم، بل تدخلهم في خانة العقلاء والحكماء والحريصين على المصلحة العليا.

وليس طبيعيًّا، أن يؤكد من يسمح بقتل مئات من شبابه وتدمير العشرات من بلداته ويسحق آخر المقومات الاقتصادية لبلاده وينسف آخر أساس في صرح الصمود الاجتماعي، أنه، في وقت يُدرج حربه تحت عنوان فتح طريق القدس، يعلن أن انتصاره يكون بمنع العدو من تحقيق أهدافه في الإستيلاء على قطاع غزة، أي في إعادة توسيع نفوذه ومناطق انتشاره واستيطانه!

في الواقع، إنّ الكبير لم يكن يومًا من يحتقر انتقادات الآخرين وأصوات المنتقدين وصرخات المعارضين ومواقف المستائين. الكبير في الواقع هو من يحترم المختلفين عنه، إمّا بتقديم أجوبة مقنعة لهم وإما باحترام آليات صنع القرار في بلد لا يمكن أن يوحّده سوى احترام الدستور ومراعاة المساواة!

إنّ فرض إرادة طرف واحد على الآخرين ليس من ميزات الأقوياء. علمنا التاريخ بأنها واحدة من عوارض الديكتاتورية الإنقلابية الفئوية، المكتوب لها، في يوم من الأيّام، أن تسقط في لعنة التاريخ. وما أكثر الشواهد!

المقال السابق
نتنياهو لمجلس وزرائه: ننتزع ثمنًا باهظًا جدا من أي عدو يجرؤ على مهاجمتنا من أي مسرح
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية