"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"حزب الله" والإمعان في النفاق

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 22 ديسمبر 2024

يجهد منظرو “حزب الله” في إدخال تعديلات على القاموس، من أجل تقديم تعريفات جديدة لكلمات مثل الانتصار، والفوز، والهزيمة، والخسارة. يريد هؤلاء أن يتلاعبوا بعقول البيئة التي وعدوها بالبناء والحماية والصلاة في القدس وتفجير “الكيان الصهيوني” بكبسة زر، من خلال إعطاء معان جديدة مبهمة لكلمات واضحة وصريحة، علّها تُلهيهم عن مقاربة واقعية وصادقة لكوارث القتل والموت والنزوح، والدمار، والذل، والإذعان!

وفي ظل هذا الاجتهاد “القاموسي” الذي يثير السخرية، يحاول “حزب الله” أن يحمّل الآخرين مسؤولية مواصلة إسرائيل عملياتها العسكرية والأمنية في جنوب نهر الليطاني، ملقيًا أعباء ذلك على الشعب والجيش واليونيفيل والمجتمع الدولي، بهدف القول إنّ سلاح “المقاومة” وحده يحمي وبالتالي لا بدّ من أن يبقى ويستمر ويتعزز!

يا له من …تزوير!

في الواقع، وحده “حزب الله” يتحمّل مسؤولية ما تقوم به إسرائيل، فالشعب لم يكن يريد الحرب، والدولة لم تقررها، والجيش لا يملك إمكاناتها، والمجتمع الدولي يريد خلاص لبنان من هذا الحزب!

لم يكذب أحد في تقدير قوته وفي الإعراب عن نياته. وحده “حزب الله” خاض غمار “التفنيص” و”التجليط” و”البهورة” و”العنطزة”!

ومضمون اتفاق وقف إطلاق النار، لم يكن بحاجة الى خبراء في العلوم الإستراتيجية لمعرفة أنّه “اتفاق إذعان” وقعه “حزب الله” المهزوم عسكريًا، وهو يعطي، بتفاصيله المكتوبة كما بالتفاهمات غير المكتوبة، الحق للجيش الإسرائيلي ليستكمل في غضون شهرين ما بدأه بالعملية العسكرية، بحيث حوّل نفسه الى منفّذ، في هذه المرحلة، لبنود الإتفاق.

كان “حزب الله” يُدرك ذلك. كان مطلعًا على تفاصيل النقاشات. وكان يوافق على بند تلو الآخر. لقد ارتضى مسبقًا بأن تقوم إسرائيل بما تقوم به!

شكواه راهنًا هي “ضحك على الذقون” ومحاولة منه لإنقاذ ما تبقى من سلاحه علّه يستطيع من خلاله فرض معادلاته في الداخل اللبناني.

لقد تسبب “حزب الله” بحرب على قاعدة أنّه القوي- الجبار. استهان بتحذيرات الجميع. وأهان من عارضوا ما يقوم به من أفعال عسكرية باسم “وحدة الساحات”. رفض كل العروض المقدمة له والتي كان من شأنها أن تمنع قيام الحرب. أدخل السلطة اللبنانية في حالة من اليأس بسبب عناده، الأمر الذي دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في يوم من أيّام الحافة، الى القول: لم يبق لنا سوى الصمت والصبر والصلاة!

“حزب الله” الذي وافق على هذا الإتفاق تحت ضربات دمّرت الضاحية والبقاع والجنوب وقضت على آلاف اللبنانيين وأخلت مصير المئات في المجهول، يريدنا اليوم أن نصدق مقولته أنّ “المقاومة وحدها تحمي لبنان”. إنها “تحمي لبنان” بجلب الاحتلال مجددًا، بتدمير البلاد وقتل العباد وتوقيع على اتفاق إذعان وهزيمة واستسلام!

هذه هي الحماية التي يحاول “حزب الله” توفيرها للبنان. وفي هذه الحالة، يا أذكياء، يا صادقين، يا أوفياء، يا مؤمنين، ماذا يمكن أن يكون الخطر، إذن؟

المقال السابق
الجولاني.. من اللثام إلى ربطة العنق
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

الخامنئي بلا ..أنياب!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية