الأنباء الواردة من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران عن طريقة تعاطي النظام مع المتمرّدات على “الحجاب الإلزامي” مقلقة للغاية، في حين أنّ الأنباء الواردة عن تسميم شاربي الكحول مرعبة مثلها مثل تلك الألغاز التي لم تُحل بعد والمرتبطة بموجة تسميم الطالبات في المدارس، عقابًا لهنّ ولعائلاتهنّ “الثائرات”!
ولو قدّر لما يحصل في إيران أن يصل الى العالم، لاكتشف الرأي العام نموذجًا شبيهًا، إلى حدّ كبير، بذاك الذي أقامه تنظيم “داعش” لأشهر، في بعض أنحاء العراق وسوريا قبل أن يطيح به التحالف العربي والدولي.
ويكتسب هذا الموضوع أهميّة قصوى مع دخول “حزب الله”، منذ بداية شهر محرّم، إلى الملف “الأخلاقي” في لبنان في محاولة منه لتجنيد الرأي العام ضدّ ما يسمّيه “الشذوذ” و”اللواط” و”الزنا”، ناقلًا هذه المظاهر من مستوياتها النفسية والعلمية، إلى خانة المؤامر الأميركية والأوروبيّة.
ولا تكمن خطورة إقحام “حزب الله” نفسه في هذه القضايا في وجهة نظره السلبيّة منها، إذ إنّه في ذلك لا يختلف عن سائر المتطرّفين الدينيّين، بل تكمن هذه الخطورة في “تسييس” هذه السلوكيات الإنسانية، في خطوة جديدة من شأنها “أيْرنة” لبنان، من خلال تحويل نفسه إلى “شرطة أخلاق” وتحويل من يعتبرهم “خطأة” إلى عملاء في المؤامرة الدولية!
يعرف الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله الذي جال وصال في هذا الموضوع، أنّ المجتمع الذي يسيطر هو عليه، بالقوة والزبائنية” لا يختلف بشيء، في تنوّع سلوكيات أفراده، عن المجتمعات الأخرى، سواء في داخل لبنان أو خارجه، ويستحيل عليه وعلى أيّ كان تغيير حقائقه، مهما اشتدّ القمع والإضطهاد، والتاريخ العالمي الحديث يشهد على ذلك، ولكنّه، في اقتحامه هذا الملف، يريد، من جهة أولى مواكبة النهج الإيراني، ويهدف، من جهة ثانية، إلى إزاحة الأضواء عن المآسي التي تعاني منها بيئة “الثنائي الشيعي” بعدما بدأت ترفع الصوت عاليًا ضد تسليمها إلى “زعران” المخدرات والخوّات والإذلال والإغتصاب.
وعليه، ومهما كانت وجهة نظركم من السلوكيات الإنسانيّة، إيّاكم أن تنخدعوا وتتيحوا ل”حزب الله” الدخول الى ملف الأخلاقيات!
تذكّروا مآسي الإيرانيّين ولا تنسوا مدى الإرتباط بين هذا النظام والحزب الذي أقامه في لبنان!