"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

حزب الله.. معو حق!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 13 مارس 2025

لم يرتكب “حزب الله” أيّ خطأ، في اعتبار أنّ إسرائيل تخرق السيادة اللبنانية. هي، بالفعل تقوم بذلك ٢٤ على ٢٤ وسبعة على سبعة. لا تكل ولا تمل. تحتل، تُرعب، تخطف، تحقق، تقتل وتفرج عمّن تشاء وتأسر من تشاء، والأدهى من ذلك أنّها تعترف بما تقوم به، وتتباهى، كطاووس يتنقل في بستان بلا سياج.

في المقابل لا يوجد من يردع إسرائيل هذه: لا جيش، ولا شعب، ولا حكومة ولا رئاسة، ولا مؤسسات دولية، ولا عواصم قوية. لا أحد!

لكنّ “حزب الله” لا يخبرنا عمّن سمح لإسرائيل بأن تنفلت من الضوابط السابقة. يريدنا ان نحاسب الجميع باستثنائه. يقدم نفسه حلًا لاستعادة السيادة وحمايتها، ولاسترداد الأرض.

نسي “حزب الله” أنّه تسبب بانهيار الدولة قبل ان ينهار هو. أفقد الدولة ثقة الداخل والخارج وجعل لبنان في خدمة مشروع إيراني، وقدم لإسرائيل حجة وراء حجة من أجل أن تمارس نهجها التوسعي والعدواني والتدميري، تحت عنوان حماية نفسها وشعبها من ٧ أكتوبر آخر!

معه حق “حزب الله”. على الدولة أن تستعيد نفسها وأرضها ، وان تتحمل مسؤولية الشعب وما لحق بهم من ويلات وكوارث.

ولكنه ينسى انّ ذلك لن يحصل إذا أصرّ هو على إبقاء سلاحه وتبعيته مستقويا بما يملكه من قدرات على التسبب بحرب أهلية.

ومعه حق “حزب الله” في انتقاد عجز الدولة، ولكنه، ينسى، انه لم يأخذ يوما إذن الدولة، ليهدد إسرائيل ويفتح جبهة معها، ويقصفها ، ويهدد بازالتها من الخارطة، ويصفها ب”أوهن من بيت العنكبوت”!

ولكنه ينسى، وهو يزايد ويسخر ويتمرجح، ان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بات يتحدث عن “الحكمة” وعن “التوقيت المناسب” وعن “التريث”!

كيف يمكن لمن يعتبر “الاستشهاد انتصارا” ان ينكفئ عن خوض حرب ويزايد على من يعتبر ان استجرار الموت إلى شعبه والدمار إلى وطنه والإبادة لقياداته، في ظل خلل هائل في ميزان القوى، يستحيل ان يكون انتصاراً لأنه في الواقع مباهاة بالانتحار!

مشكلة الدولة، أنّها تسمح ل”حزب الله” أن يتمرجل عليها. لا ترد على منطقه الأعوج بمنطقها السليم. ترتضي ان تهان امام شعبها بدل ان تضع كل فئة امام مسؤولياتها.

المقال السابق
ضغط أميركي على روسيا..إلغاء إعفاء عقابي
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

نواف سلام...حذارِ!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية