“نحن حزب الله”… بهذه الصرخات توجّه قائد المجموعة الى الدورية الإيرلندية التي تمّت محاصرتها في بلدة العاقبية ممّا أدى الى استشهاد الرقيب شون روني في الرابع عشر من كانون الثاني الأخير.
هكذا ورد في القرار الإتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري فادي صوّان، في ضوء تحقيقات شاركت فيها السلطات الإيرلندية المختصة.
ومع ذلك، ما إن صدر القرار حتى سارعت “آلة التمسكن” في “حزب الله” الى تبرئة ساحته من هذه الجريمة التي أتت، في ظل تهديدات مسبقة لليونيفيل، في حال تجرّأت ونفذت القرار الأممي الجديد الذي أدخل تعديلات لتمكينها من العمل في حرية.
ولم تستطع السلطات اللبنانية أن تضع يدها سوى على شخص واحد من م جموعة معلومة تضم خمسة أشخاص، وذلك لأنّ “حزب الله” تنعّم عليها وسلّمها هذا الشخص مع الرواية التي تناسبه لتسلسل الأحداث.
هذه الوقائع على بساطتها تعني، وبغض النظر عن مقاصد القرار الإتهامي الذي تمّ تسييسه، بفعل العجز اللبناني، من جهة وبفعل “الواقعية” الدولية، من جهة أخرى أنّ “حزب الله” الذي أعاد فتح الساحة الجنوبية امام الصواريخ الفلسطينية قبل أن يقوم باستعراض قوة سمّاه “مناورة عسكرية” يسيطر على القرار اللبناني كما على الميدان، ويفعل ما يشاء، من دون أن يتحمّل المسؤولية.
السيناريو نفسه جرى اعتماده في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وجزئية منه في ملف انفجار مرفأ بيروت، وملامح منه في اختطاف المواطن السعودي قبل أيّام والحبل على …الجرّار!
الأسلوب نفسه، ولكن لا يزال محصورًا في السياسة، يتم اعتماده حاليًا في ملف الإنتخابات الرئاسية، فهو يقدّم مرشحًا لا يرضى عنه بديلًا، ويهدّد هنا ويحتقر هنا القوى المناوئة له التي تحاول أن تقدّم مرشحًا منافسًا!
إنّ “حزب الله” مستقويًا على الجميع، بما يملك من قدرات عسكرية ومذهبية، يقفل أفق الإنقاذ، ليفرض إرادته على الجميع و”الشاطر يرفع راسه”!
وعلى الرغم من ذلك، هناك من يحاول إقناعنا بأنّ “حزب الله”…مسكين!