حين يعيش نصرالله في "جلباب" بري؟!

يبدو ان “حزب الله” يعيش أسوأ مراحله “الوجودية” في لبنان، في زمن التحولات والتبدلات الإيرانية على وجه الخصوص، والإقليمية والدولية عموماً.

صحيح ان مكتسبات “حزب الله” وامتيازاته الداخلية “مقدسة”، ولا يجرؤ أحد على مسها، لكنه مضطر هذه المرة، خلافاً للعادة، الى الإختباء في “جلباب” نصفه الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، والعيش به والتلطي خلفه، وإلباسه “قميصه الاسود الوسخ”، لزوم تلميع صورته وتجميلها، في زمن عودة إيران إلى الاحضان العربية والخليجية من بوابة الإتفاق مع السعودية.

بالتأكيد إنّ رفع أسهم بري بخوضه معركة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لن تكون بالمجان، فهو يعرف كيف يعوض له وعليه، في أكثر من مكان وزمان، إذ ان حجز مقعد “متقدم” في التسوية الموعودة، من شأنه أن يعمم الخير عليهما، وهما بحاجة إلى “تداول” الإدوار، حيثما تدعو الحاجة.

ولعلّ آخر هذه المعارك، “حرب المواقيت”، التي أشعلها بري بإصداره “أمر عمليات” بالنيابة عن “حزب الله” الذي “دفن رأسه في الرمال”، الى رئيس حكومة تصريف “الأقوال لا الأفعال” نجيب ميقاتي. هذه الحرب التي آثرا إهمادها، كونها، على ما يبدو “أنجزت مهمتها”، في “العرض العسكري المموّه”، المضبوط على “ساعة الضغط” على طائفة وإثارتها وإحراجها لإخراجها عن طوعها في محاولة لتطويعها.. أكثر من أن هذا القرار “الهمايوني” هو فوق قدرة “الثنائي الشيعي” على الإحتمال.

قبل “الساعة الطائفية”، أخذ بري في صدره بالكامل ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ليبادر بعد أيام نصرالله الى دعم هذا الترشيح، الذي أعاد خلط الأوراق الرئاسية، ورفع أسهم فرنجية لمصلحة مرشح المعارضة ميشال معوض، الذي بدأ يتقهقر، قبل أن يصاب ترشيح فرنجية بنكسة.

من فرنجية الى “الساعة الثنائية” البغيضة، يحمل بري سيف “حزب الله”، بعد سيف “ذو الفقار”، ويحارب “طواحين الهواء” كرمى لعيون نصرالله، مترقباً “إستراحة المحارب”، التي يحضرها له.

ويبقى السؤال، ماذا بعد، وأي كفة من ميزان الربح والخسارة، سينتهي عليها بري؟.. من يعش ير!.