في مقابلة، أمس مع واحدة من وسائل الإعلام الروسي، تعمّد رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي أبقته المجازر وموسكو وطهران وتنظيمات “جبهة الممانعة” في منصبه حتى تاريخه، أن يسخر من الرئيس الأوكراني فولوديمي ر زيلينسكي وقال:“إنّه ممثل كوميدي. هذه كانت مهنته قبل الرئاسة. وبالمناسبة، كان أكثر نجاحا في دور الممثل الكوميدي، وليس زعيم الأمة”. وردًا على سؤال عمّا ما إذا كانت العقوبات التي يفرضها زيلينسكي قد انعكست عليه: “تسببت لي في اضطراب عصبي”.
من يسمع بشار الأسد يظن، لوهلة أنّه خريج كبريات معاهد العلوم السياسيّة في العالم، وجهد في العمل السياسي حتى استطاع إنشاء حزب عظيم ففاز ديموقراطيًّا بالرئاسة حيث حقق لشعبه الأمان والإستقرار والحرية والإشعاع، وينسى أنّه بشار الأسد بكل ما ما تحيط به من حقائق كارثية على المستوى السياسي والإنساني.
قد تكون هناك مآخذ على زيلينسكي. كل ينظر إليه من زاويته، ولكنّ الأكيد أنّ هذا الرئيس الأوكراني، بالمقارنة مع بشار الأسد، هو زعيم دافع عن بلاده بوجه غزو دولة كبرى، وصمد حين كان الجميع ينصحونه بالهرب، ويحاول أن يحافظ على دولته على الرغم من كل شيء، ولم يرتكب مجزرة واحدة بحق شعبه، ولم يسلّم أراضيه وقراه لدول أجنبية- ولو صديقة- ولا لتنظيمات غريبة- ولو حليفة.
إذا كان زيلينسكي، بكل ما فعله، زعيم أمة فاشل وممثل كوميدي ناجح، فماذا يمكن أن يقال، في هذه الحالة، عن بشار الأسد غير أنّه فاشل حتى في أردأ أنواع الكوميديا السوداء، إذ إنّه بمجرد أن يفتح فمه حتى تنتابك عاصفة من السخرية والوجع في آن!