عاد الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى الولايات المتحدة بعد سلسلة لقاءات عقدها في لبنان وإسرائيل • بحسب مصادر أميركية، هناك توافق في لبنان بشأن الدعم الأميركي لحرية إسرائيل في التحرك ضد “التهديدات المباشرة” • أثناء وجوده في لبنان نبه هوكشتاين إلى أن الاتفاق يجب ان يحصل “الآن” أو لن يحصل “أبدا”.
يعتقد المسؤولون الأميركيون أنه على الرغم من وجود بعض الفجوات في مفاوضات التسوية بين لبنان وإسرائيل، فإن الطرفين يقتربان بالفعل من اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن إبرامه حتى خلال أيام . ووفقاً للمصادر الأميركية ذاتها، هناك اتفاق في لبنان بشأن الرسالة الجانبية الأميركية التي تدعم حرية إسرائيل في التصرف ضد “التهديدات المباشرة”. ومع ذلك، لم يتم تحديد ما سيحدث بشكل نهائي في ما يتعلق بقمع إسرائيل لتسليح أو نقل الأسلحة داخل لبنان.
وبعد اللقاءات مع نتنياهو وكاتس، لم يعد هوكشتاين إلى بيروت لنقل التعليقات الإسرائيلية إليها، بل سافر عائداً إلى الولايات المتحدة. ومن هذه الحقيقة يمكن أن نستنتج أن وقف إطلاق النار، إن وجد، لن يتحقق قبل الأسبوع المقبل.
ودخلت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان مرحلة حاسمة في الأيام الأخيرة، حيث تم الاتفاق بالفعل على معظم التفاصيل من قبل الجانبين. تم تسجيل إنجاز سياسي كبير في قضية تشكيل اللجنة الدولية التي ستشرف على تنفيذ الاتفاق - فريق مختلط من المفتشين سيضم ممثل ين من القوى الغربية (الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا)، إلى جانب ممثلين من الدول العربية المعتدلة (الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة). يهدف تشكيل اللجنة إلى ضمان الإشراف الموضوعي والفعال على تنفيذ الاتفاق، مع حماية مصالح جميع الأطراف المعنية.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار لـلقناة 12: “تم الاتفاق على معظم التفاصيل، لكن ما تبقى مفتوحًا حساس للغاية ويمكن أن يقلب الاتفاق. تم تحديد تشكيل لجنة المراقبة الدولية لتنفيذ الاتفاق تقريبًا وحتى الآن - لا يوجد استنتاج نهائي بشأن حرية إسرائيل في العمل في حالة الانتهاكات”.
وتبدي المؤسسة العسكرية موقفاً داعماً في هذه السلسلة، استناداً إلى سلسلة طويلة من الإنجازات المهمة التي تحققت على الجبهة الشمالية. وقد أكد رئيس اركان الجيش الاسرائيلي خلال زيارته للقيادة الشمالية على الهدف الرئيسي: “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بسلام”. والواقع أن الضرر المستمر الذي لحق بالبنية التحتية لحزب الله خلق واقعاً أمنياً جديداً يتيح تعزيز التسوية السياسية وعودة السكان الذين تم إخلاؤهم منذ أكثر من عام إلى مجتمعاتهم.
وفي إسرائيل، يؤكدون أن مفتاح نجاح التسوية يكمن في إرساء سياسة رد واضحة لا لبس فيها على الانتهاكات المستقبلية ــ وأنه لا ينبغي لن ا أن نعود إلى سياسة الاحتواء التي ميزت الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وعلى المستوى العسكري، يُنظَر إلى التسوية في الشمال باعتبارها خطوة ضرورية في مسار استراتيجي أوسع: إنهاء القتال في غزة ثم التعامل مع التحدي الإيراني.
من المتوقع أن تتخذ الأيام المقبلة قرارات مهمة ستحدد مستقبل الحدود الشمالية. وسيكون التحدي الرئيسي هو سد الفجوات الأخيرة في المفاوضات، مع الحفاظ على حرية إسرائيل في التصرف إزاء أي انتهاك للاتفاق من جانب حزب الله.