في تحليل أجرته صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة لخطاب الأمين العام ل”حزب الله” السيّد حسن نصرالله الأخير، تبيّن أنّ مصادر معلوماته تنحصر بما وصفته “المزاح في استديوهات التلفزيونات الإسرائيليّة الذي يحصل كل ليلة”.
ويقول التحليل إنّ “الأذن غير المدربة” يمكنها أن تخشى من تهديدات نصرالله من “حرب مفتوحة بلا ضوابط” لكن التدقيق في ما قاله يظهر أنّه يكرر الخطاب نفسه والمعطيات نفسها، وهو يستند في ذلك الى “المزاح في الأستديوهات” الذي يظهر أنّ على إسرائيل أن تخاف من قوة “حزب الله” وترسانته الصاروخية.
ولكنّ “الأذن غير المدربة” لا تتوقف، مثلًا، عند أبعاد قول نصرالله الى أنّه مستعد للتفاوض عندما تنتهي الحرب في غزة، وهذا يعني أنّ تهديده يجب ألّا يخيف أحدًا. تقول الصحيفة
ويضيف التحليل:” يظهر بوضوح ازدراء نصر الله وسخريته من تحقيق أهداف إسرائيل في الحرب على غزة والتصريحات الرنانة لقادة الحرب، وهو يقول:بعد مائة يوم، فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة في الحرب، وفشلت في القضاء على المقاومة، وحتى إدارة حماس، وفشلت في وقف الصواريخ حتى من شمال غزة”.
ويتبيّن أن نصرالله يستشهد بالنشرات الإخبارية التي يكثر فيها القيل والقال ممّن يحللون وينتقدون مسار الحرب وتحقيق الأهداف، وجلّهم من “الأبطال المتقاعدي”.
ويضيف تحليل الصحيفة: “عندما يقول نصرالله إنّ إسرائيل لم تكن قادرة على تحقيق ولو صورة النصر، فهو بذلك ينُقل حرفياً جزءًا من الانتقادات المتواصلة التي تُسمع في استديوهات الأخبار، بينما في الواقع الصورة مختلفة تماما: تدمير 60% من غزة، أضرار جسيمة في أنفاق حماس، إجلاء سكان كاملين إلى جنوب قطاع غزة، احتلال شمال القطاع ووسطه، القضاء على آلاف الإرهابيين، إصابة كبار قادة حماس”.
وتتابع: “لكن عندما يجلس الخبراء في استديوهات الأخبار وينتقدون كل خطوة في القتال، وكأنهم هم من يديرونها، وكأن من الممكن بأعجوبة وبعصا سحرية إسقاط نظام حماس، وإعادة المختطفين أيضاً في غمضة عين، وكل هذا في لمح البصر، يقدمون لنصرالله مادة للسخرية”.
وتضيف:” من المؤسف أن مسؤولي حكومة الحرب، عندما أصدروا إعلانات ضخمة في المؤتمرات الصحفية حول تدمير حماس كهدفهم النهائي، لم يوضحوا مقدما أن هذه عملية طويلة ومطولة على مدى أشهر إن لم يكن سنوات. الأمر الذي يعتمد بشكل مباشر على تدخلات أو ضغوط من حليفتنا الولايات المتحدة، وقد يتغير بمرور الوقت. لقد فعلوا ذلك، وقدموه كهدف سهل ومحتمل، وانتهز المعلقون الفرصة لانتقاد تصريحات رئيس الوزراء الكبيرة التي كانت لم ينجز وإظهار فشله، وهكذا كانوا يزودون أعداءنا كل مساء بمواد خطاب نصر الله، كما يوفرون متنفساً للقتلة البغيضين المتشددين في المواقف في صفقة الاختطاف”.