"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

هذه هي الأدوار الإقليمية التي لعبها "حزب الله"

نيوزاليست
الجمعة، 19 يوليو 2024

هذه هي الأدوار الإقليمية التي لعبها "حزب الله"

معاريف

نما حزب الله نتيجة لحرب الولايات المتحدة على الإرهاب، وتحديدا غزو العراق واحتلاله عام 2003.

زاد الوجود الأمريكي في العراق ، الذي يتمتع بموقع استراتيجي بين إيران وسوريا ، من الشعور بالضعف لدى كلا البلدين ، مما دفعهما إلى زيادة قدرتهما على مهاجمة الولايات المتحدة.

فقد سمحت سوريا للبعثيين وعناصر القاعدة السابقين بتنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة من أراضيها، في حين زادت إيران من شبكتها من الوكلاء الإقليميين وفي مقدمتها حزب الله.

وأوضح عرمان محموديان، الباحث في شؤون روسيا والشرق الأوسط في جامعة جنوب فلوريدا و”معهد الأمن القومي العالمي” أنه مباشرة بعد الغزو الأمريكي للعراق، أنشأ حزب الله قوة جديدة تعرف باسم الوحدة 3800 للإشراف على العمليات ضد الجيش الأمريكي.

وقام عدد قليل من قوات النخبة بتدريب المقاتلين العراقيين على تنفيذ عمليات الخطف والعمليات التكتيكية. كما تعلموا استخدام الأجهزة المتفجرة المرتجلة المتطورة، بما في ذلك الدروس المستفادة من العمليات في جنوب لبنان.

قدم حزب الله الأموال والأسلحة لهؤلاء المقاتلين. كما سرعان ما وسع علاقاته مع الميليشيات العراقية، بما في ذلك فيلق بدر وسرايا الخرساني والمهدي.

وبالإضافة إلى المساعدات العسكرية، دعم «حزب الله» الميليشيات الشيعية العراقية والأحزاب السياسية من خلال وجود إعلامي كبير.

جاءت المرحلة الثانية من توسع حزب الله خلال الربيع العربي، بدءا من نهاية عام 2010. سمحت الفوضى وعدم الاستقرار لحزب الله ليس فقط بزيادة وجوده في العراق وسوريا ولكن أيضا بالتوسع في اليمن والبحرين.

ومع احتدام الحرب الأهلية في سوريا، نشر حزب الله آلاف المقاتلين لدعم بشار الأسد. لعب مقاتلو حزب الله دورا حاسما في المعارك الكبرى، مثل معركة القصير في عام 2013، التي استعادت الأراضي من قوات المتمردين.

كما قدم «حزب الله» التدريب والمشورة الاستراتيجية لقوات الحكومة السورية، مستفيدا من خبرته في حرب المدن وتكتيكات حرب العصابات. ووفقا لمصادر إقليمية، كان حزب الله يعمل حتى عام 2021 على الأقل في 116 موقعا، من أقصى جنوب سوريا في درعا إلى الشمال في حلب.

وفي اليمن، قام «حزب الله» بتهريب الأسلحة المفككة وتدريب المقاتلين الحوثيين على حرب العصابات والخدمات اللوجستية واستخدام الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك تكنولوجيا الصواريخ. كما وجهت قوة الرضوان التابعة لحزب الله هجمات على السعوديين.

شاركت قيادة حزب الله، بما في ذلك حسن نصر الله، في حملات دعائية لتعزيز قضية الحوثيين وضد الروايات السعودية.

في البحرين، كانت أنشطة «حزب الله» أكثر سرية وركزت على دعم جماعات المعارضة الشيعية. ووفقا للمصادر، تعاون حزب الله مع إيران لإنشاء ميليشيا شيعية تعرف باسم كتائب الأشتر، والتي نفذت منذ تأسيسها في عام 2013 أكثر من 20 هجوما ضد قوات الأمن والشرطة في البحرين.

في العراق، توسع دور «حزب الله» بشكل كبير حتى خلال الربيع العربي. وفي عام 2014، أنشأ «حزب الله» مركز قيادة للإشراف على جميع العمليات في العراق والتخطيط لها. كما سرع «حزب الله» توريد الأسلحة وقدم تدريبا ودعما مكثفين للميليشيات الشيعية العراقية، بما في ذلك «عصائب أهل الحق» و «كتائب حزب الله» و «فيلق بدر». شارك مقاتلو حزب الله في العمليات القتالية إلى جانب المليشيات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ثلاثة عوامل رئيسية تغير قواعد اللعبة ووفقا لمحموديان، كان القرن ال21 فترة تحول أخرى لحزب الله تميزت بثلاثة أحداث رئيسية: مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، واندلاع الحرب في أوكرانيا في عام 2022، و7 أكتوبر. كان لمقتل سليماني عواقب وخيمة على عمليات حزب الله في العراق. كان سليماني شخصية رئيسية تنسق شبكة البريد السريع الإيرانية. وخوفا من فقدان قبضتها على العراق بعد وفاته، كلفت إيران «حزب الله» بسد هذه الفجوة.

وقد زاد «حزب الله» من تدريبه للميليشيات العراقية، مع التركيز على التكتيكات العسكرية المتقدمة، وحرب المدن، واستخدام الأسلحة المتطورة. كما تولى حزب الله دور توفير التوجيه الاستراتيجي للعمليات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف، بما في ذلك تخطيط وتنفيذ الهجمات على القواعد والقوافل العسكرية. وفي الوقت نفسه، زاد حزب الله من نفوذه على الفصائل الموالية لإيران في الحكومة العراقية، التي دعت إلى طرد 2500 جندي أمريكي متبقين في البلاد.

كما أعطت الحرب في أوكرانيا «حزب الله» دفعة من خلال تقويض دور روسيا في سوريا. سحبت موسكو قواتها من سوريا، تاركة فراغا في السلطة ملأه كل من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. وهذا لم يمنح «حزب الله» فرصة لتوسيع وجوده فحسب، بل سمح أيضا للميليشيا بتقديم نفسها كلاعب قيم قادر على حماية المصالح الروسية.

وفي حين سمحت الفوضى في الخارج ل «حزب الله» بتوسيع نفوذه الإقليمي، فإن الفوضى الداخلية تخدم الغرض نفسه. يعيش أكثر من 80٪ من اللبنانيين في فقر بسبب الاضطرابات المالية في البلاد وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية. هذه الظروف الصعبة ساعدت حزب الله.

وقدمت جمعية القرض الحسن، عمودها المالي، قروضا شخصية للبنان مقابل الذهب والعملات الأجنبية، مما جعل حزب الله صاحب أكبر احتياطيات الذهب في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، قام حزب الله، من خلال شبكته المالية العالمية، بما في ذلك مناجم الذهب في فنزويلا، بتحويل العملات الأجنبية والذهب إلى لبنان. ونظرا إلى ضعف قيمة العملة اللبنانية، منح ذلك حزب الله قوة شرائية هائلة وسمح للميليشيا بتوسيع وجودها الاقتصادي من خلال شراء العديد من مشاريع البناء والطاقة الشمسية.

إن الأموال التي يجمعها حزب الله قد تجعله حذرا من تصعيد تبادل إطلاق النار الحالي مع إسرائيل. على مدى العقود الأربعة الماضية، أظهر «حزب الله» قدرة ملحوظة على استغلال عدم الاستقرار والصراع الإقليميين.

سواء خلال الحرب الأمريكية على الإرهاب، أو الربيع العربي، أو الأحداث المضطربة في عام 2020، وفرت كل جولة لحزب الله فرصا جديدة لتوسيع نطاق نشاطه.

المقال السابق
حزب الله والجيش الاسرائيلي يتباريان بعمليات القصف
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

منظمة الصحة العالمية: اختناق النظام الصحي الهش في لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية