تُفرط وسائل الإعلام اللبنانية في استعمال عبارة ” الإعلام العبري”. وهي عبارة كان الجهاز الدعائي في “حزب الله” قد اعتمدها، بحيث تمكنه ما تحتويه مقالات لمع ارضين إسرائيليين من اتجاهات وعبارات، من رفع معنويات جمهوره، والإشارة الى أنّه، في كل ما يُقدم عليه، يحقق انتصارات “باهرة”.
ويخلق استعمال عبارة “الإعلام العبري” انطباعات خاطئة لدى الرأي العام، وتدفعه الى الموافقة على مسائل من شأنها، في واقع الحال، أن تلحق ضررًا استراتيجيًّا بمصالح الشعب اللبناني.
في الواقع، لا يوجد شيء اسمه “إعلام عبري” بل توجد وسائل إعلام متنوعة الإتجاهات والميول والإرتباطات والمصالح كما يوجد إعلاميون ومحللون لهم انتماءاتهم وآراؤهم ويتمتعون بحرية كبيرة في التعبير عنها. ومن يدرس واقع الإعلام العبري يكتشف أنّ هناك تنوّعًا كبيرًا جدًا، يصل، في غالبية الأحيان الى حدود التناقض، فما تصفه مثلًا صحيفة “هآرتس” اليساريّة بالأسود القاتم تجده القناة الرابعة عشر في التلفزيون الإسرائيلي أبيض ناصعًا، وما يراه عاموس هرئيل كارثة يتعاطى معه آفي أشكنازي كما لو كان هدية من السماء!
إنّ اعتبار أنّ ما يرد في تحليل إسرائيلي يعبّر عن حقيقة يجمع عليها “الإعلام العبري” مثله مثل القول إنّ “اللبنانيين” يعتبرون “حزب الله” مقاومة تعمل لحرية لبنان واستقلاله وقراره الحر، من دون إعارة أي اهتمام الى أنّ ذلك محور أكبر انقسام في البلاد، إذ يعتبره لبنانيون آخرون- بغض النظر إن وجدهم حسن نصرالله أقلية على اعتبار أنّه يتوهم بأنّ الأكثرية معه- مجرد فصيل طائفي تابع لإيران ويتسبب بكارثة للبلاد!