"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

حرب غزة دمرت القرار ١٧٠١ ومعه الثلاثية "الذهبية"

علي حمادة
الأحد، 22 أكتوبر 2023

حرب غزة دمرت القرار ١٧٠١ ومعه الثلاثية "الذهبية"

لم يكن انتشار قوات “اليونيفيل ” في منطقة علميات القرار ١٧٠١ في الجنوب السبب في الهدوء الذي شهدته الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، بل التفاهمات التي قامت على أساس موازين قوى حددتها حرب ٢٠٠٦

حتى الآن تسببت حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس في اعقاب عملية طوفان الأقصى في سقوط القرار ١٧٠١ الذي اقر في مجلس الامن الدولي لإنهاء حرب تموز ٢٠٠٦ بين إسرائيل و”حزب الله”. وسقوط القرار ١٧٠١ معناه ان قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل ” اثبتت بما لا يقبل الشك أنّها تحولت مع مرور الأعوام الى واجهة لإخفاء سيطرة الحزب المذكور على منطقة العمليات في الجنوب اللبناني بمواجهة إسرائيل. والحقيقة أنّ الهدوء الذي ساد سنوات عدة بعد حرب ٢٠٠٦ كان ثمرة تفاهمات غير مكتوبة بين الإسرائيليين والإيرانيين بواسطة وكلائهم في لبنان لإحلال هدنة واقعية على طرفي الحدود، مشفوعة بقواعد اشتباك متفق عليها. وخلال كل هذه المدة لم يكن انتشار قوات “اليونيفيل ” في منطقة علميات القرار ١٧٠١ في الجنوب السبب في الهدوء الذي شهدته الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، بل التفاهمات التي قامت على أساس موازين قوى حددتها حرب ٢٠٠٦.

استغل “حزب الله” القرار 1701 ووجود “اليونيفيل” والجيش اللبناني لتحويل منطقة عمليات القوات الدولية الى قاعدة عسكرية مدججة بالسلاح والذخيرة كموقع متقدم للنفوذ الإيراني على حدود إسرائيل

الدليل على ما نقول هو أنّه وبكل بساطة، عندما قرّر الطرف الإيراني بواسطة ذراعه في لبنان ان يعمل على تغيير قواعد الاشتباك، وصيغة التحرك في الجنوب اللبناني قبل عملية طوفان الأقصى بسته أشهر، بدأ القرار ١٧٠١ يفقد دوره. ففي مطلع شهر نيسان الماضي ترجم “حزب الله” نظرية “وحدة الساحات” على ارض الواقع بقيام “فصائل” فلسطينية مجهولة – معلومة بإطلاق رشقات من صواريخ كاتيوشا من الجنوب اللبناني على إسرائيل. ولاحًقا كشف عن إقامة غرفة عمليات للفصائل الإيرانية على الساحة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت تحت اشراف قائد “فيلق القدس ” إسماعيل قاآني، وحماية “حزب الله” المحلية. منذ ذلك الحين بدأ القرار ١٧٠١ في التلاشي السريع، علمًا إنّ “حزب الله” استغل القرار ووجود “اليونيفيل” والجيش اللبناني لتحويل منطقة عمليات القوات الدولية الى قاعدة عسكرية مدججة بالسلاح والذخيرة كموقع متقدم للنفوذ الإيراني على حدود إسرائيل. وهذا ما يفسّر عجز القرار ١٧٠١ والقوات الدولية عن حماية لبنان من حرب يقررها الإيراني والإسرائيلي. في حين ان الدولة اللبناني غائبة، والأمم المتحدة مغيّبة.

ما يحصل اليوم جنوبا يطرح على بساط البحث والتفكير مصير وحدة لبنان في ضوء سلوك “حزب الله” الذي يواصل تدمير العيش المشترك بين اللبنانيين الى حدود الاّعودة

على خط مواز يمكن القول إنّ ما يسمى “الثلاثية الذهبية” التي قاتل من اجلها “حزب الله” غالبية موصوفة من اللبنانيين أصيبت بعطب شديد على خلفية تسخين “حزب الله” جبهة الجنوب لحسابات إقليمية لا علاقة للبنان بها. فإذا كان سعي الحزب المذكور الدائم هو تشريع معادلة “الجيش الشعب والمقاومة”، فكيف يمكن تبرير اتخاذ قرار تسخين الجبهة من طرف واحد؟ وكيف يمكن تبرير اقحام فصائل مسلحة فلسطينية، وأخرى لبنانية مخترعة جملة وتفصيلا في اعمال حربية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية؟

انطلاقا ممّا تقدم سيكون من الصعب للغاية قبول الكثيرين في لبنان ب “ثلاثية ” تخولت رباعية وخماسية وسداسية بقرار من “حزب الله” لم يشاور به أحدًا من الشركاء في البلد. بمعنى آخر ان حربا تفرض على اللبنانيين فرضا. وعندما أقول ان الثلاثية المشار اليها دُمّرت، يعنس ذلك انه بنهاية الحرب الحالية، ستطرح صيغ جديدة للسلطة في لبنان. فلم يعد يكفي انتخاب رئيس، او تكليف رئيس للحكومة ليشكل حكومة، ثم تشكيلها لكي يرسي لبنان على صيغة مستقرة. فما يحصل اليوم جنوبا يطرح على بساط البحث والتفكير مصير وحدة لبنان في ضوء سلوك “حزب الله” الذي يواصل تدمير العيش المشترك بين اللبنانيين الى حدود الاّعودة .

المقال السابق
بفيديوهات تسخر من الأمهات الثكالى.. إسرائيليات "يتبرجنّ" بالكاتشاب والدقيق

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

إسرائيل تعمل على حرمان صفي الدين من أدنى فرص للنجاة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية