"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"حماس" و...الخدعة الإيرانيّة

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 10 ديسمبر 2023

أرجّح أنّ “حركة حماس” تعرّضت لخديعة كبرى شجعتها على الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأوّل الماضي. الخديعة صاغتها الجمهورية الإسلامية في إيران التي أوهمت “حركة حماس” بقدرتها على تفعيل “تلاحم الساحات”، بمجرد أن تتعرض لاحتمال “حرب إلغاء” إسرائيليّة.

طهران تراجعت، في اللحظة الحاسمة، عن وعدها ل”حركة حماس” التي تركت وحيدة في المعركة، ف”حزب الله” يزعم مساندتها، ولكن لنتخيّل لحظة أنّ إيران هي المستهدفة وليس “حماس” فماذا كان ليفعل “حزب الله”؟ وهل هناك عاقل واحد يمكن أن يصدق أن “حزب الله” يكتفي بهذا الحد من المواجهة “خوفًا على ناسه”؟ ولماذا لم يكن يفكر بناسه عندما تعاهد مع “حماس” على “تلاحم الساحات”؟

وحاليًا، ماذا يفعل “حزب الله” لقطاع غزة، وقد تحوّلت مواجهاته العسكريّة والسياسيّة الى دفاع عن الذات، في وجه ضغوط ميدانية ودبلوماسية كبيرة، تهدف الى حذفه من معادلات تهديد إسرائيل؟ فأين صواريخه لا تعوّض نقص 60 بالمائة من قدرة “حماس” على استهداف المدن والبلدات والمواقع داخل إسرائيل؟ وماذا يعني تباهيه بدعم الإضراب تضامنًا مع غزة؟ وبماذا حمى طفلًا واحدًا وعجوزًا واحدًا وامرأة واحدة من التنكيل؟ وما هو جوابه فيما قيادات الجيش والمخابرات الإسرائيلية تعقد اجتماعًا لها في خان يونس؟ وماذا فعل لهؤلاء الشباب الذين استعرض الجيش الإسرائيلي اعتقالهم بصور تظهرهم عراة ومهانين؟ أو ليس كل ذلك تعهّد بالرد عليه في سياق مباحثات طويلة عريضة عقدها مع “حماس” تحت عنوان “تلاحم الساحات”؟ وأرسلها الى بشار الأسد من أجل أن يكون هو أيضًا في صلب هذا المشروع؟ ألم يكن يومها “حزب الله” يعرف وضعية النظام السوري، حتى يبرر له اليوم عدم اكتراثه بمصير غزة؟

وما يصح على “حزب الله” يصح أكثر على الحشد الشعبي في العراق وعلى حوثيي اليمن الذين، بإثبات وجودهم في البحر الأحمر، دفعوا حتى بفرنسا الى التدخل عسكريًّا، ضد مسيّراتهم التي لم تنقذ طفلًا واحدًا ، في غزة.

وما يصح على “حزب الله” وبشار الأسد والحشد الشعبي وحوثيي اليمن، يصح أكثر، ومن باب أولى على إيران التي تحاول أن تبيع الولايات المتحدة الأميركية عدم تدخلها في حرب غزة، لا من قريب ولا من بعيد، وهي التي كانت قد باعت “حماس” إعلانات تحشيدية بهدف تجنيد “مليوني متطوّع” للقتال “على طريق القدس”.

“حماس” خدعت إسرائيل عندما شنّت هجومها الصاعق على “غلاف غزة”. خداعها مشروع فهو بين عدوّين لدودين. وإيران خدعت “حماس”، وخداعها ليس مشروعًا لأنّه بين حليفين متضامنين.

لقد صوّر “محور المقاومة” نفسه أقوى بكثير مما هي عليه حقيقته، في وقت خفف من قدرات عدوّه، فتوهم فعلًا، بفعل “مرض الإستمتاع بالذات”، أنّه “أوهن من بيت العنكبوب”.

وأمام هذه الحقائق التي يتحدث عنها أبناء غزة قبل غيرهم، وقد باتت وسائل إعلام عربيّة تفرد لهم مساحات- وإن كات لا تزال ضيّقة- للتعبير عن أنفسهم، ويحلل في شأنها كتاب متعاطفون مع “حماس” في وسائل إعلام داعمة لهذه الحركة، لا بدّ من اتخاذ خطوات جريئة توقف آلة الحرب الإسرائيليّة التي سوف تحوّل قطاع غزة الى بقعة غير قابلة للحياة لمن يمكن أن يبقى على قيد الحياة، مهما كانت نتائج الحرب.

المقال السابق
إيران والسعودية: محادثات لاستئناف الرحلات الجويّة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية