يتعاطى مجلس الحرب في الحكومة الإسرائيليّة مع اغتيال القيادي الكبير في “فيلق القدس” سيّد رضي الموسوي على أنّه تطوّر ميداني كبير يمكن أن يؤدي الى توسيع الحرب على الجبهة الشمالية التي تشمل لبنان وسوريا، إذ إنّ “محور المقاومة” سوف يجد نفسه مضطرًّا على الإنتقام له منها، بعدما اتهمها باغتياله بغارة جويّ ة نفذتها في منطقة السيدة زينب في ضواحي دمشق، وعلى إسرائيل أن تتخذ قرارًا خاصًا بكيفة الرد، فهي ستحظى بحجة ذهبيّة لشن هجوم واسع ضد “حزب الله”، بعيدًا من الضغوط الدبلوماسيّة الغربيّة، في حال كانت تنوي فعلًا أن تنفّذ تهديداتها المتصاعدة.
ويتعاطى “محور المقاومة” مع هذا الإغتيال الذي يسبق حلول الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد “فيلق القدس” العميد قاسم سليماني في بغداد بأيّام قليلة، على أنّه تماد إسرائيلي غير مسبوق، ولا بدّ من التعاطي معه بطريقة تمنع تكراره. وفي هذا السياق، كان لافتًا إلى البيانات الإيرانية التي توعدت بالإنتقام، ما ورد في بيان “حزب الله” الخاص بهذا الإغتيال، إذ اعتبره “اعتداءً صارخًا ووقحًا وتجاوزًا للحدود”.
وكما بات معروفًا فإنّ العميد سيد رضي الموسوي كان يلعب دورًا فاعلًا في التنسيق بين “الحرس الثوري الإيراني” وبين “حزب الله”، إذ يوفّر له ما يحتاج اليه من مال وسلاح وتوجيهات.
ويُعتبر العميد الإيراني الذي أكمل العمل الذي كان يقوم به صديقه المقرب العميد قاسم سليماني من أهم الشخصيات، وكان له علاقة مميّزة ليس مع الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله فحسب بل مع أبرز القادة في “حزب الله” أيضًا ولا سيّما مهم قيادة “وحدة الرضوان” التي تقود، حا ليًا، المواجهات على الحدود اللبنانيّة- الإسرائيليّة.
والسؤال الذي يشغل حاليًا إسرائيل وإيران: ما الخطوة التالية التي يفترض القيام بها بعد اغتيال سيد رضي الموسوي؟ الحرب؟ التراجع؟
الجواب لن يكون بعيدًا، فالمنطقة في وضعية لا تحتمل الكثير من الإرجاء!