"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

هل يجرف "طوفان الأقصى" لبنان عبر سيل "حزب الله"؟!

منى خويص
الاثنين، 9 أكتوبر 2023

هل يجرف "طوفان الأقصى" لبنان عبر سيل "حزب الله"؟!

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة في المنطقة، بين “حماس” في غزة واسرائيل. أما في لبنان، فكل الاستحقاقات باتت مؤجلة، والسؤال الوحيد في الدوائر السياسية اللبنانية، كما في الشارع اللبناني هو: هل ينزلق لبنان الى هذه الحرب؟

الاجابة على هذا السؤال، موجود عند “حزب الله”، الذي يبدي منذ بدء عملية “طوفان الاقصى” سلوكاً متناقضاً، مما يجعل من الصعب تشخيص القرار الحقيقي للحزب، بخصوص رغبته بالاشتراك في الحرب او تجنبها. ولكن ما يمكن ملاحظته هو التالي:

اولا: مبادرة “حزب الله” بعد ساعات من بدء عملية “طوفان الاقصى”، الى اعلان موقف رسمي من احتمالات مشاركته في الحرب، على لسان الرجل الثاني في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، الذي قال “نحن معنيون ولسنا على الحياد”. ومن ثم وبالتزامن مع ذلك، فتح الحزب جبهة شبعا التي تقع خارج اطار القرار ١٧٠١. فالترجمة السياسية لهذه الخطوة تعني بوضوح، ان “حزب الله: لا يريد الاشتراك المبكر، أقله في هذه الحرب، ولكنه معني بشكل كبير بإثبات حضور عسكري رمزي له فيها.

ثانيا: يلاحظ ان سلوك “حزب الله” من عملية “طوفان الاقصى”، طرأ عليه تطوراً في اليوم الثاني، اذ لم يعد مهتما بمراعاة ابقاء نشاطه العسكري خارج نطاق القرار ١٧٠١، فلقد قامت وحدات من الحزب ظهر اليوم، بقصف مستوطنات في منطقة يمكن تسميتها مجازا، ب”غلاف” منطقة القرار ١٧٠١.

يعتبر هذا التطور مؤشراً الى ان “حزب الله”، يضع خطة تواكب بالتدرج، مسار التصعيد في الحرب الدائرة في غزة، وهذا بحد ذاته، رسالة الى الاسرائيليين والى الغرب، المهتم بمتابعة موقف الحزب من الحرب، مفادها ان حارة حريك تتجه بالتدرج للاشتراك الفعلي في حرب غزة، فيما لو استمر التصعيد الاسرائيلي ضد القطاع، وخصوصا في حال دخلت الحرب مرحلة القتال البري.

ثالثا: لا شك ان “حزب الله” تعرض خلال اليومين الماضيين، لحملة ضغوط دولية كبيرة من الدول الغربية، وبخاصة واشنطن وباريس ولندن، بعد اتصالهم عبر قنوات مختلفة بالدولة اللبنانية، لحثها على القيام بما يلزم لثني “حزب الله” عن دخول المعركة، وذلك من باب ان اشتراكه في الحرب، سيكلف لبنان اثمانا باهظة.

والملاحظة المهمة هنا، ان “حزب الله” ابدى نوعا من التفاعل الإيجابي امس، مع الرسائل التي وصلت اليه بشكل غير مباشر من الغرب، مع ابقائه الباب مفتوحا امام مشاركته فيها، ولكنه في الساعات الاخيرة انقلب على موقفه هذا، نحو التصعيد في الميدان، وسبب ذلك هو ما تعرضت له ايران خلال الساعات الاخيرة من تهديدات اسرائيلية، وتلميحات من الصحافة العربية، بأن الرد على عملية “طوفان الاقصى”، قد يشمل ضربة موجعة لإيران، الامر الذي دعا وزارة الخارجية الايرانية لاصدار بيان، تقول فيه ان اي رد سوف تواجهه ايران، بضربة مدمرة لإسرائيل. ومن الواضح هنا إن تصعيد الحزب في الساعات الماضية، يأتي تحت سقف التهديد، الذي تتعرض له ايران من اسرائيل والغرب.

اذن، يبقى أن الجواب عن سؤال امكان جر “حزب الله” لبنان الى الحرب الدائرة في فلسطين المحتلة، لا يزال غامضا ويثير القلق.

المقال السابق
نتنياهو: رد إسرائيل على هجوم حماس سيغير الشرق الأوسط

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

ترامب يستنجد بيهود أميركا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية