"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

هل يفعلها بايدن؟

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 13 ديسمبر 2023

تتقاطع الإدارة الأميركية مع الحكومة الإسرائيليّة على هدف الإطاحة ب”حركة حماس” لكنّها باتت تختلف معها على كل شيء آخر بدءًا بالكلفة الإنسانيّة للحرب وصولًا الى مستقبل قطاع غزة.

ولكنّ التقاطع على الإطاحة ب”حماس” يضعف قدرة إدارة الرئيس جو بايدن على “تطويع” بنيامين نتنياهو وحلفائه في اليمين المتطرّف، لأنّ ذلك يسحب من واشنطن القدرة على المناورة، فالموافقة على خروج نتنياهو “المحارب” محققًا انتصارًا كبيرًا تعطيه القدرة على جعل صوت نتنياهو السياسي مسموعًا، على اعتبار أنّ المنتصر يصوغ السردية التي تناسب أهدافه. وفي سرديّة نتنياهو التي بدأت تتبلور، أكثر فأكثر، فإنّ السلطة الفلسطينيّة ليست أفضل من “حماس”، إلّا بالشكل!

وهذه السرديّة لا تنبع من فراغ، إذ إنّها تأتي في سياق متكامل مع النظرة التاريخية لنتنياهو الى السلطة الفلسطينيّة، الأمر الذي جعله، في مفاصل كثيرة على امتداد العقود الماضية، يندفع الى دعم “حماس” لتتولّى بنفسها تقويض السلطة الفلسطينيّة. وهو نجح بذلك نجاحًا منقطع النظير!

ولهذا السبب، فإنّ إدارة بايدن، إن لم تُدخل تغييرات إلى نظرتها لمستقبل “حركة حماس”، فهي سوف تخسر أمام نتنياهو الذي سوف يشتري الوقت حتى تدخل الولايات المتحدة الأميركية في “حروبها الرئاسيّة”، ويرفع صلواته إلى الله حتى يعود “صديقه الغالي” دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

نتنياهو لا يريد أن يكون للفلسطينيين أي كلمة لا في الضفة الغربية ولا في قطاع غزة، في وقت يريد فيه بايدن ومعه الكثير من الحلفاء إقامة دولة فلسطينيّة.

ليحدث ذلك، لا بد من أن تغيّر إدارة بايدن تكتيكاتها، فإسرائيل لا تستطيع أن تكسب الحرب من دون الدعم الأميركي، لأنّه بانسحاب واشنطن من دائرة الدعم ستكون هناك مشاكل إسرائيلية في الذخائر، هنا والحماية في البحر الأحمر، هناك وتأخذ إيران حريتها هنالك.

بمجرّد أن تهدد واشنطن بسحب نفسها من دائرة الدعم سوف يجد نتنياهو نفسه مضطرًّا على التواضع، إذ ستقوى عليه المعارضة الداخليّة وتنضم الى يائير لابيد الذي لا يكف عن اعتبار رئيس الحكومة الحاليّة خطرًا على مستقبل إسرائيل.

ولا تحتاج واشنطن، في حال كانت جادة بالإهتمام بمستقبل غزة والضفة الغربيّة، إلى عبقريّة، فهي يمكنها، من خلال قطر وتركيا ومصر، أن تبلور تصوّرًا يتم فرضه على “حماس”، يتصل بالإنحناء أمام السلطة الفلسطينية المحدّثة، وتقوم بتسويقه داخل إسرائيل التي تبدو مجمعة على أن قيادة محمود عباس غير صالحة ، نظرًا لضعفها، من جهة ونظرًا لفسادها، من جهة أخرى.

إنّ صناعة السلام- حتى لو كان هشًّا- تحتاج الى جرأة في مراجعة المفاهيم والأهداف، فالسماح لنتنياهو بتحقيق انتصار كاسح يستحيل أن يسمح لغيره بصناعة المستقبل.

وتعرف إدارة بايدن أنّ نتنياهو بارع في إثارة الأحقاد وفي تغذية التطرّف وفي انتزاع الحقوق، وهو بقدر مخاطره على الفلسطينيّين يشكل خطرًا على الإعتدال في الشرق الأوسط.

فهل تجرؤ إدارة بايدن، قبل فوات الأوان، وبعدما أصبحت جثث المدنيّين جبالًا وأصبحت حتى صخور غزة غبارًا، على إزالة نقطة ضعفها وتحاول أن تفتح ثغرة تهب منها الرياح التي تُعين الجميع على التخلّص من عبء بنيامين نتنياهو؟

المقال السابق
"الوهم القاتل" في الخلاصات "الإنتصاريّة" لنتنياهو و"حماس" من مواجهات مهّدت لحقبة السابع من أكتوبر!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية