تكثر في الآونة الأخيرة الدعوات الى أن يحلّ السياسيّون والمحللون والإعلاميون وعموم اللبنانيين”عن ضهر حزب الله”، على قاعدة “زهقنا من هالموضوع”!
نظريًّا، هذه دعوة “جميلة”، على قاعدة التنويع في المائدة، والتنويع في المطاعم، والتنويع في السياحة، والتنويع في السهرات.
وبالفعل، فإنّه في عالم الترفيه لا توجد وصفة أنجح من التنويع!
وثمة من يريد أن ينقل قواعد الترفيه الى السياسة، بحيث يتلهّى اللبنانيّون بغير “حزب الله”!
ولكن من أنّى لنا هذا الترف؟
إذا تحدثنا عن الحكومة، نجد إرادة “حزب الله”، وإذا تحدثنا عن الرئاسة يصدمنا “ظهر حزب الله”، وإذا تحدثنا عن التهديدات توقفنا “عبوات حزب الله”، وإذا تحدثنا عن قرار السلم والحرب، يقفز في وجهنا “حزب الله”، وإذا تحدثنا عن علاقات لبنان الدولية، نتعثر بـ”حزب الله”، وإذا نظرنا الى الحدود الشمالية نرى “حزب الله”، وإذا اهتمينا بالمآتم، يحتل المشهد “حزب الله”، وإذا تحدثنا عن الثورة يزأر “حزب الله”، وإذا خضنا في اقتصاد الكاش، نرى أموال “حزب الله”، وإذا بحثنا في شؤون المطار والمرفأ والمعابر والنفط والترسيم والحريات الخاصة والعامة يطل “حزب الله”، والأدهى أنّه إذا سمعنا أصحاب دعوة “حلوا عن ضهر حزب الله” نتفاجأ بأنّ مجمل حديثهم عن “حزب الله” وتعظيم “حزب الله” وتبرير “حزب الله” واسترضاء “حزب الله”!
كان بودنا أن نهمّس موضوع “حزب الله”. هذا حلمنا في الأساس. ولكن على “حزب الله” قبل أن نحل نحن عن ضهره أن يتوقف هو عن إطباقه على صدورنا، وحينها هلا ومرحب بعالم الترفيه!