"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

هل تُعيدنا "هواجس" إسرائيل الى حرب"استكمال التدمير"؟

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 26 أبريل 2025

فجأة، وبعد إهمال نسبي لموضوع لبنان، عاد اهتمام المراسلين والمحللين العسكريين في الإعلام الإسرائيلي الى موضوع “حزب الله”. هذا التطوّر ليس خبرًا “جيّدًا” بالنسبة للبنان، لأنّه، وفق العارفين بالنهج الإسرائيلي، يكشف عن حلول “بلاد الأرز”، مرة جديدة، في قائمة أولويات الجيش الإسرائيلي.

الملفت للانتباه أنّ هذا الاهتمام المتجدد بملف لبنان، بدأ بعد إعلان الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم رفض تسليم “سلاح المقاومة” للدولة، واعتباره بأنّ المهلة الممنوحة للمساعي الدبلوماسية “غير مفتوحة”.

وقد رد الجيش الإسرائيلي على مواقف قاسم، بتنفيذ أكبر هجوم “غير مبرر” على جنوب لبنان من أقصاه الى أقصاه.

استتبع هذا الهجوم الإسرائيلي العنيف، بموجة لا تتوقف من المقالات والمقابلات، في الإعلام العبري، عن واقع لبنان.

المقلق في ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية يتجلّى في تركيزها على نقطة محورية وهي: نجاح “حزب الله” في تخطي المعوقات المنصوبة أمامه، وتمكنه من إيجاد طرق تسليح وتمويل بديلة.

وزادت على هذه النقطة مسائل مهمة ومنها: خوف المستوطنين من العودة الى منازلهم في “الحافة الأمامية” في شمال إسرائيل، لأنّ “حزب الله” لا يزال يملك القدرة على إيذائهم، ولأنّ الجيش الإسرائيلي لم ينجح في فرض منطقة أمنية مستقرة في جنوب نهر الليطاني.

ويذهب المحللون والمراسلون العسكريون في إسرائيل الى أبعد من ذلك، بحيث يصوّرون ما يحصل في لبنان على مستوى السلطة السياسية، بالمؤقت، اعتقادًا منهم بأنّه لولا حاجة “حزب الله” الى فترة استراحة لما كان لقادة لبنان الجدد أي كلمة، وهم سوف يعودون الى مستوى ثانوي في التأثير، بمجرد أن يقرر “حزب الله” الإنقضاض عليهم، على أساس أنّه، على الرغم من الخسائر الفادحة التي ألحقتها به إسرائيل، يبقى الأقوى عسكريًا في لبنان.

ماذا يعني كل ذلك؟

في مقابلته الأخيرة على قناة “الجديد” قال السفير الإيراني في لبنان مجتبي أماني الذي أخذ استدعاؤه الى وزارة الخارجية لتنبيهه من مغبة التدخل في شؤون لبنان الداخلية، بسبب مواقف عارضت ما يحكى عن امكان نزع سلاح “حزب الله”، موقع النجومية، (قال) إنّ الحل لموضوع عودة الحرب لا يمكن أن يكون بفرض “الإستسلام”.

وينقل أكثر من سياسي لبناني عن الدبلوماسيين العاملين في لبنان تحذيرهم من مغبة عودة الحرب.

ويشدد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، كل مرة، على أنّ لبنان لم يعد قادرا على سماع كلمة “حرب”.

إذًا، احتمالية الحرب لم تعد فعلًا ماضيًا، بل لا تزال قائمة!

وعندما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان ربط ذلك بأسباب كان أبرزها: وجوب التركيز على الملف الإيراني.

وحاليًا، أخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبالتنسيق مع نتنياهو، الملف الإيراني على عاتقه، وجمّد كل الخطط العسكرية التي كانت قد وضعتها إسرائيل لتنفيذ هجوم واسع النطاق على مواقع إيران النووية.

وهذا يفيد بأنّ أسباب الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار قد تلاشت كلّها، وبالتالي، فإنّ العودة الى الحرب، في حال كانت ثمة حاجة الى ذلك، تبقى قائمة.

وقد تكون ثمة حاجة الى ذلك فعلا، إذ إنّ إسرائيل، تقف مام احتمالين:

الأول، في حال اطمأنت، لناحية التخلص من البرنامج النووي الإيراني، عليها أن تُلغي كليًا قدرة إيران على ايذائها، في أي مرحلة من المراحل، وهذا قد يقتضي، في حال لم تنجح الضغوط الدولية في نزع سلاح “حزب الله”، أن تعود الى الحرب، لإجبار “حزب الله” على نزع سلاحه.

والثاني، في حال لم تطمئن لحلول ترامب أو تعرقلت المفاوضات الأميركية- الإيرانية، فهي في هذه الحالة قد تتحرك ضد إيران، وهذا يقتضي منها التأكد من أنّ قدرات إذرع إيران أينما كانت، ولا سيما في لبنان، حيث يمتزج “الحرس الثوري” ب”حزب الله”، لم تعد قادرة على “إيذائها”.

وعليه، تأخذ إسرائيل حريتها في التعامل العسكري مع “حزب الله”، بحيث تقصف دوريًا مواقعه، وتمنع كل من يرتبط به من العودة الى القرى الحدودية الأمامية، وتغتال من تعتقد بأنّه يمكن أن يشكل خطرًا مستقبليًا عليها، وتسيطر على التلال الإستراتيجية وتقيم فيها تحصينات وتنشئ قواعد تجسس إلكترونية.

ولا تلقى الاعتراضات اللبنانية على ما تقوم به إسرائيل أي آذان صاغية، ليس لأنّ المجتمع الدولي المعني بلبنان، لا يعتبر أنّ ما تقوم به إسرائيل هو خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، بل لأنّه مقتنع بأنّ السلطة اللبنانية لا تزال عاجزة عن احتكار السلاح، وعن ضبط “حزب الله” بالعمل السياسي حصرًا، ولأنّه- وهذا الأهم- يفضل أن يسكت على الخروقات الإسرائيلية لأنّ البديل عنها ليس سوى عودة إسرائيل الى الحرب.

المقال السابق
تقدم في المفاوضات الاميركية- الايرانية
المادة التالية
نائب محمود عباس
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

تذاكي سعادته...علينا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية