أثار قصف المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) غضباً عارماً في أنحاء العالم العربي. وأشار الفلسطينيون إلى أنّه نجم عن غارة جوي ة إسرائيلية، في حين أفادت إسرائيل بأن السبب في ذلك يعود إلى صاروخ فلسطيني أُطلق بطريق الخطأ، وذكرت وزارة الصحّة في غزة أن 471 شخصاً قتلوا” فيما تشكّك إسرائيل في هذا الرقم، وقدّر تقرير للمخابرات الأميركية رُفعت عنه السرية عدد القتلى “عند الحد الأدنى من نطاق 100 إلى 300”.
وأعرب أكثر من جهاز مخابراتي غربي على الإشارة الى أن ما توافر لديه من معلومات يؤكد الكلام الإسرائيلي، مما اعتبرته “حماس” انحيازًا غربيًّا “أعمى” لمصلحة إسرائيل.
ونشطت منظّمة “هيومن رايتس ووتش” المعنيّة بحقوق الإنسان في اتخاذ مواقف ضد إسرائيل بفعل ما يتعرض له المدنوين من مآس بسبب هجومها العنيف من البر والجو والبحر، ولكنّها أمس الأحد أعطت موقفها من مجزرة المعمداني، فلفتت إلى أن ثمّة أدلة تشير إلى أن صاروخاً أُطلق بطريق الخطأ هو السبب على الأرجح في حدوث الانفجار الذي أدّى إلى خسائر فادحة في الأرواح والإصابات في مستشفى بغزة يوم 17 تشرين الأول (أكتوبر).
وقالت “هيومن رايتس ووتش”:” إن الانفجار الذي أدّى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين في المستشفى الأهلي العربي بغزة في 17 تشرين الأول 2023، نتج عن قذيفة صاروخية على ما يبدو، مثل تلك التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية المسلّحة عادة”…
انفجار المستشفى الأهلي أحد أكثر الحوادث إثارة للجدل في حرب اتّسمت بتبادل الاتّهامات بين الجانبين بالتضليل وارتكاب جرائم حرب
وأشارت الى أن نتائج تحقيقها في الانفجار استندت إلى مراجعة الصور ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية ومقابلات مع شهود وخبراء.
وكان انفجار المستشفى الأهلي أحد أكثر الحوادث إثارة للجدل في حرب اتّسمت بتبادل الاتّهامات بين الجانبين بالتضليل وارتكاب جرائم حرب.
وأشار المسؤول الكبير في “حماس” باسم نعيم لـ”رويترز” إلى أن كل المؤشرات تشير إلى مسؤولية إسرائيل، مضيفاً أن تقرير “هيومن رايتس ووتش” متحيّز لإسرائيل وليس “قاطعاً”.
وأضاف “لم تقدّم هيومن رايتس ووتش أي دليل يدعم النتائج التي توصّلت إليها ولا شهادات شهود ولا رأي حول الصادرات العسكرية المستقلّة”، مضيفاً أن “حماس تلقّت أسئلة من هيومن رايتس ووتش قبل أسبوعين لكنّها طلبت منها تأجيل تقريرها إلى ما بعد انتهاء الحرب”.
وانتقد نائب المدير العام للدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون الوقت الذي استغرقته “هيومن رايتس ووتش” لإصدار رأيها.
وقال عبر “إكس”: “أكثر من شهر للوصول بفتور إلى النتيجة التي توصّل إليها العالم كلّه بعد يومين”.
التقارير التي تفيد بمقتل 471 شخصاً وإصابة 342 آخرين “تظهر نسبة مرتفعة بشكل غير عادي من القتلى إلى الجرحى” ويبدو أنّها “غير متناسبة” مع الأضرار
وأوضح نعيم أن “حماس” عرضت على “هيومن رايتس ووتش” أو أي لجنة تحقيق دولية أخرى التعاون الكامل إذا كانت مستعدّة لزيارة غزة وإجراء تحقيق شامل.
ورأت “هيومن رايتس ووتش” أن التقارير التي تفيد بمقتل 471 شخصاً وإصابة 342 آخرين “تظهر نسبة مرتفعة بشكل غير عادي من القتلى إلى الجرحى” ويبدو أنّها “غير متناسبة” مع الأضرار الظاهرة في الموقع.
بدورها، قالت مديرة الأزمات والنزاعات في “هيومن رايتس ووتش” آيدا سوير: “على السلطات في غزة وإسرائيل نشر ما بحوزتهما من أدلّة متعلّقة بمخلفات الذخيرة ومعلومات أخرى بشأن انفجار المستشفى الأهلي للسماح بإجراء تحقيق شامل”.
وتعرّضت المستشفيات للقصف في الصراع بين إسرائيل و”حماس”، وتوقّفت جميع المستشفيات الموجودة في الجزء الشمالي من القطاع عن العمل بشكل طبيعي، على الرغم من أنّها لا تزال تؤوي بعض المرضى الذين لم يتمكّنوا من الفرار وكذلك النازحين من منازلهم.
ويتّهم الفلسطينيون إسرائيل باستهداف المستشفيات والمدارس، بينما تعتبر إسرائيل أن “حماس” تستخدم سكّان غزة العاديّين كدروع بشرية من خلال وضع مواقع عسكرية في المباني المدنية.