"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

هل تنقذ "التجربة الأنبوبية" ساسة لبنان من "العقم" السياسي والأخلاقي؟!

أنتم والحدث
الاثنين، 6 مارس 2023

مسَّ الجنون غالبية السياسيين اللبنانيين، فأذهب عقولهم وأخلاقهم، وأفلت ألسنتهم من عقالها، وأدخلهم في “عصفورية” رسمية، تعرض مسرحيات “كوميدية سوداء” عنوانها الرخص والإفلاس و”ثقل الدم” والإسفاف.

“اسكتشات” وعروض تستبيح “نشر الأعراض”، وتدك ما تبقى من قيم، تُدخل البلاد في نفق “لا أخلاقي” خطير، لا يقل وطأة عن السياسي والإقتصادي والمعيشي “الجهنمي”.

سقوط مدو لأدبيات سياسية، في قعر “نزق” لا قرار له، لم يشهده لبنان في أكثر المفاصل السياسية، وحتى الأمنية والعسكرية “صلافة” وعنفاً.

رب قائل، أن هذه الوقفة “الأبو ملحمية”، ( نسبة للبرنامج اللبناني الشهير أيام الزمن الجميل “أبو ملحم”، الذي كان يغرد في حلقاته أيام الحرب اللبنانية الطاحنة خارج السرب اللبناني الدموي، ولا يكل عن الدعوة إلى الحفاظ على الأخلاق والقيم لحفظ العائلة والوطن)، ليست في زمانها ومكانها، وهي خارج السياق في بلد تتهاوى فيه كل الأشياء، ولم يبق حجر على حجر، بإنتظار الإرتطام الكبير، الذي لن يوفر أحداً على طريقة “عليَّ وعلى أعدائي”.

غير ان ما يجري الآن من تفتت سياسي أخلاقي، يوجب إستعادة أفضل ما سبق، كونه يشي بمنزلقات خطيرة، لطالما تجنبها السياسيون “العقلاء” منذ نشأة لبنان، في زمن الحرب والسلم، وحافظوا على أدبيات كانت تحكم خطاباتهم التي بقيت، على الرغم من الأجواء المستعرة في عزّ الاقتتال، في “لياقة” كلامية تحكمها “الأخلاق”، من أجل التخفيف من حدة الإحتقان المذهبي والطائفي، واحتساب “خط الرجعة”.

لم يحضر الشتم والسب في قاموس “الجيل السياسي” ما قبل الحرب الأهلية وخلالها وما بعدها، بشكل خارج عن المألوف، فخلت خصومتهم حتى لو تحولت الى”عداوة” من “بذاءة”، و”لا تفسد في الود قضية”، الى ان بدأت تطفو على واجهة السياسية اللبنانية الحالية، وتستفحل في أسوأ أزمة تعيشها البلاد، وتتماهي بخطورتها مع رصاص وقذائف عاثت خراباً في الوطن، لتبعث انذاراً بأن “التقاذف” الكلامي الحالي بين مختلف الأطراف تخطى “الخطوط الحمر”، وينذر بـ”حروب صغيرة”، بأشكال وألوان مختلفة.

ولعل آخر النماذج “الفاقعة” عن إنحدار الخطاب السياسي، وصف “التجربة الأنبوبية” الذي اطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في معرض “قدح وذم” بحق المرشح الرئاسي النائب ميشال معوض، لتفضح إصابة مطلقها ب”عقم” سياسي وأخلاقي مردود عليه وعلى “طبقته”، ويشكل إعتداءا لفظياً عنيفاً يتعدى معوض نفسه، وتطاولاً “متنمراً” بغيضاً، على شريحة آمنت بالله والطب والأمل، وانجبت خير سلف وخلف، عبر هذه التقنية العلمية والإنسانية العالية، وربما أصبح لزاماً على هذه الطبقة السياسية البائسة، ان تلجأ الى هذا “الإبداع الطبي”، عله ينفذها من “عقمها” السياسي والأخلاقي!.

بين الماضي والحاضر، تدحرجت كرة “التفلّت” السياسي وبلغت ذروتها، هذه الايام، لتكون “مرآة” تعكس واقعا سياسا وأخلاقيا “هابطاً، كان قد سبق بري عليه، سجالات “من الزنار ونازل” استعان بها الرئيس السابق ميشال عون، في غير محطة، وما بينها عبارات “سوقية” لوثث الذاكرة الشعبية، وأقذرها مصطلح “الصرماية” الذي استخدمه وئام وهاب، وغيره من السياسيين الذين “تبارزوا” في “رالي قلة الأخلاق”.

سقى الله أيام زمن السياسة الأجمل، ولعلّ السجالات بين الخصمين السياسيين التاريخيين الرئيس كميل شمعون وكمال جنبلاط حول الثروات والأملاك والدولة، نموذجاً يحتذى به، إذ أن أقسى “هجوم” من “كمال على كميل” كان في بيان مقتضب، يقول “ولا يحلو له التنقل الا بسيارة “بنتلي” التي يبلغ ثمنها ستين الف ليرة لبنانية فقط”.. وانتهى البيان.

المقال السابق
أكبر من حسّان دياب

مقالات ذات صلة

"إسرائيل لديها قدرات أكثر دراماتيكية من تفجيرات الأجهزة اللاسلكية"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية