أعلن الجيش الإسرائيلي مع اشراقة الشمس في إيران إنهاء هجومه الجوي العنيف على إيران
لم تكن قد مرّت ساعة من الزمن على إعلان الجيش الإسرائيلي أنّه نفذ “ضربات دقيقة” على مواقع عسكرية في إيران حتى سارعت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية على السواء، في الترويج لأنّ ايًّا من المواقع التابعة للحرس الثوري الإيراني لم تتعرض لأي هجوم، فيما ذكرت مصادر أخرى أن دوي الإنفجارات التي سمعت في طهران ومحيطها إنما كانت لتصدي الدفاعات الأرضية لأهداف إسرائيلية في الأجواء.ووفقا لرئيس قسم العلاقات العامة في الدفاع الجوي لمحافظة طهران، فإن الصوت الذي سمع في جميع أنحاء طهران كان مرتبطا برد الدفاع الجوي للمحافظة في ثلاثة مواقع خارج طهران. وقال مصدر أمني لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية: “بعض الأصوات التي سمعت كانت بسبب نشاط الدفاع الجوي في طهران، وخلال هذا الحادث كان الدفاع الجوي ناجحا”.
ولكن هذه الحال، اختلفت فجرا، عندما شنت إسرائيل موجة ثانية من الغارات تركزت على منشآت عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني. بعد ذلك انتقل الإيرانيون من “تخفيف” قيمة ما يحصل الى الإعلان عن الإحتفاظ بحق الرد.
إسرائيل لم تعلن عن الأهداف التي وجهت مائة طائرة لضربها، وفق إحصاء قدمه موقع “والا”، ولكنها لفتت الى أنها مواقع عسكرية أذتها سابقا ويمكن أن تؤذيها لاحقا، مؤكدة أنها لم تستهدف أي منشأة نووية أو حقول النفط.
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية الى أن سلاح الجو استهدف مواقع تصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار، ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، وأنظمة الدفاع الجوي. وتهدف هذه الموجة إلى إضعاف القدرات العسكرية لطهران.
وإذا صح ما قالته إسرائيل فهذا يعني أنها نزلت عند رغبة البيت الأبيض الذي أرسل ما يكفي من تعزيزات لحماية إسرائيل، سواء على مستوى البوارج أو منظومة “ثاد” أو أسراب أف-16.
ونزول إسرائيل عند رغبة البيت الأبيض يعني أن إدارة جو بايدن رتبت الأوضاع حتى لا تتزامن الإنتخابات الرئاسية التي تشهد يومها العظيم في الخامس من تشرين الثاني المقبل، مع حرب إقليمية واسعة.
وقد تكون رغبة البيت الأبيض قد جرى تنسيقها مع إيران، عبر القنوات المفتوحة بين ا لطرفين، الأمر الذي يفيد بأنه في حال أبقت إيران على نفيها لأن يكون الإستهداف الإسرائيلي مؤذيا، فلن يكون هناك رد على الهجوم الإسرائيلي ويتم احتواء التصعيد!
وأمام قوة الرد الإسرائيلي، كتبت “جبروزاليم بوست”: تخيّل المعضلة التي تواجه القيادة الإيرانية - الانتقام والمخاطرة بدوامة قد تحرق كل ما بنته ، أو التزام الصمت والسماح لانتصار إسرائيل الهادئ بصوت أعلى. وفي كلتا الحالتين، فإن إيران محشورة في زاوية من صنعها. ومن شبه المؤكد أن الرد سيحول تل أبيب إلى هدف محتمل، ولكن بعد الليلة، تعرف إيران أن إسرائيل يمكنها الوصول بسهولة إلى طهران. هذا ليس تهديدا غامضا. إنه وعد هبط ، بوضوح وقوة ، على عتبة بابهم”.
وأطلق مسؤول كبير في إدارة بايدن بعد الإعلان عن انتهاء الهجوم مجموعة مواقف تستهدف إيران، وجاء فيها:
لدينا بالفعل قنوات اتصال عديدة مع إيران، مباشرة وغير مباشرة، وهم يعلمون الآن موقفنا بخصوص أمور متنوعة.
تمّ إعداد الهجوم الإسرائيلي بحيث يكون فعالا
ستكون هناك تداعيات لأي رد إيراني.
إذا اختارت إيران الرد فإن أميركا مستعدة تماما مجددا لصد أي هجوم.
ويبدو أن إيران تقلل من شأن الضربات الإسرائيلية الليلية، حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن مصدر نفيه إعلان الجيش الإسرائيلي عن مشاركة عشرات الطائرات المقاتلة في الهجوم الانتقامي.
“التقارير التي تزعم أن 100 طائرة عسكرية إسرائيلية كان لها دور في الضربة هي أيضا أكاذيب كاملة، حيث تسعى إسرائيل إلى المبالغة في هجومها الضعيف”، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء.
ويقول التقرير أيضا أن الطائرات الإسرائيلية لم تعبر المجال الجوي الإيراني خلال الضربات وأنها تسببت في أضرار محدودة فقط.
وفي وقت سابق، قالت إيران إن نظام دفاعها الجوي نجح في التصدي لهجمات إسرائيل على أهداف عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام مع “أضرار محدودة” في بعض المواقع.
ونقلت تسنيم عن المصدر قوله أيضا إن مواقع حرس الثورة الإسلامية في طهران لم تستهدف.