"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

هل انتهت الأزمة السورية حقًا؟

علي حمادة
الاثنين، 17 أبريل 2023

هل انتهت الأزمة السورية حقًا؟

في غمرة الحديث عن انفتاح عربي على النظام السوري، نصح أحد نواب “حزب الله ” يوم أمس المسؤولين اللبنانيين ان “يلحقوا حالهم وان تسارع الدولة اللبنانية لإعادة العلاقات مع سوريا لاسيما ان هناك اتفاقات واعادة اعمار وشراكة اقتصادية وسوق عمل ومجالات اقتصادية كبيرة ”، واستدرك قائلا “حتى الان لا نرى اذنا صاغية وتحملا للمسؤولية الوطنية”!

هذا الكلام ليس بجديد، وقد سبق لنا ان سمعنا هذا الخطاب مرارا وتكرارا، وقام “حزب الله” منذ أعوام بإيفاد وزراء يدينون بالولاء له الى دمشق بذرائع عدة. والان يعتبر الحزب المذكور ان التوجه الانفتاحي العربي على نظام بشار الأسد هو بمثابة انتصار للمحور الذي تقوده إيران في الإقليم و “حزب الله “في لبنان. لكن ما غاب عن النائب المشار اليه ان مشكلة لبنان الراهنة لا تتعلق بالعلاقات الاقتصادية مع سوريا المدمرة اقتصاديا ، و ا بإعادة الاعمار المؤجلة لاعوام مقبلة لان موعد تمويل إعادة اعمار سوريا لم يحن بعد ، ولا الشراكات الاقتصادية في ظل تفلت الحدود و”مزاريب “التهريب التي يشرف عليها النظام لجلب محروقات و سلع مدعومة من لبنان على حساب خزينة الدولة ، و لتصدير مخدرات مصنعة في المناطق الحدودية المتاخمة للبنان بالشراكة مع مافيات لبنانية لتهريبها الى الدول العربية عبر مرفأ بيروت او مطاره اللذين نعرف من يسيطر عليهما .

ان مشاكل لبنان مع دمشق عديدة، ويمكن ايراد عينة منها وفق سلم أولويات يفترض بمن يمسك بجزء من القرار في دمشق، ونعني “حزب الله ” وراعيه الإقليمي ان يرينا قدرته على خدمة مصالح لبنان واللبنانيين في حلها. فماذا عن قضية اللاجئين السوريين في لبنان؟ اين هو جهد “حزب الله ” الذي يحاضر فينا عن إيجابيات العلاقة مع دمشق؟ ماذا فعل لاعادة هؤلاء الى ديارهم بأمان؟ ام ان بقاء مليون ونيف من اللاجئين هو قرار أكبر يأتي من ضمن ضمن مخطط التغيير الديموغرافي المذهبي المعتمد في سوريا “المفيدة ”؟ واين وعود الحزب الذي يحاضر في مصلحة لبنان الاقتصادية من مجزرة التهريب على أنواعها التي كلفت لبنان مليارات الدولارات لاسيما خلال الازمة المالية الأخيرة؟ ام انها أسهمت في تمويل مجهود الحرب في سوريا وسائر المافيات العابرة للحدود؟ وماذا عن الجانب الأمني المرتبط بالنظام في دمشق، حيث لاتزال منظمات فلسطينية تابعة له تقيم قواعد عسكرية لا قيمة لها سوى بترك لبنان تحت تهديد أمنى دائم من البقاع الغربي الى مداخل بيروت الجنوبية وغيرها من المواقع في المخيمات؟ اين أصبحت وعود الأمين العام ل”حزب الله ” السيد حسن نصرالله التي قدمها على طاولة الحوار الوطني عام ٢٠٠٦؟ الم يحن أوان اغلاق هذه المواقع خدمة لحسن العلاقة بين لبنان وسوريا؟

هذا غيض من فيض. لكن ما استوقف بعض المراقبين كانت نصيحة عضو كتلة “حزب الله “النيابية الموجهة الى المسؤولين اللبنانيين الى ان “يلحقوا حالهم “! والسؤال، لما العجلة؟ هل انتهت الازمة السورية حقا؟

المقال السابق
نجل شاه إيران السابق في إسرائيل

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

إسرائيل تعمل على حرمان صفي الدين من أدنى فرص للنجاة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية