لن يجد اللبنانيون حكومة أفضل من حكومة تصريف الأعمال الحالية لإنقاذهم من المصير الدموي.
هذه الحكومة ليست بحاجة لتجهد النفس، من أجل حماية لبنان. يمكنها أن تستمر كما هي، إذ إنّ ما تقوم به يمكن إدراجه في قائمة الإنجازات التاريخية.
أحد أبرز هذه الإنجازات، إغراق لبنان ومرافقه في العتمة الكاملة، مع انطلاق موسم الإصطياف الذي أعطوه إسمًا عجيبًا غريبًا، مأخوذ من أغنية “مشوار رايحين مشوار”، على اعتبار أنّ لا أهمية للمكان المقصود، بل الأهمية القصوى للمشوار بحد ذاته.
في النقاشات الداخلية في إسرائيل، هناك من يدعو الى عدم هدر الصواريخ الذكية والقنابل الثقيلة على البنية التحتية للدولة اللبنانية، في حال تمّ توسيع الحرب لتشمل كل لبنان. أصحاب هذه النظرية ينطلقون بأنه لا يوجد في لبنان ما يستحق العناء، فالطبقة السياسية التي يرعاها “حزب الله” ويحميها تكفلت بذلك، وأعادت “بلاد الأرز”، على مستوى الخدمات العامة، الى القرون الوسطى.
كان هناك في إسرائيل من يعتبر هذا التسخيف للبنية التحتية اللبنانية، بلا سند علمي. في هذه الأيام قدمت لهم الحكومة الدليل على صحته، عندما استقبلت موسم الإصطياف بإعلان عجزها عن توفير الكهرباء للمرافئ والمرافق العامة.
كان الجميع يعرفون أنّ سلوكهم سيوصل الى هذه النتيجة، فلم يكترثوا. هبّت فيهم الحمية بعد وقوع المأساة.
المهم، إن استمرت الحكومة على مسارها هذا، فسوف نوجه لها الشكر التاريخي، لأنّها قدمت للعدو أدلة كافية على أنّ “الضرب بالميت حرام”!
وعليه، أوقفوا كل المساعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية مما يؤدي الى تشكيل حكومة أخرى. علينا أن نتمسك بهذه الحكومة الى اليوم الذي ينتهي فيه “حزب الله” من مهمة إزالة إسرائيل من الوجود!