"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

هكذا يعمل الجيش الإسرائيلي لإلحاق الهزيمة بحزب الله!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 9 نوفمبر 2024

تمهّد إسرائيل لإعادة غالبية سكان الشمال الى منازلهم التي تمّ إجلاؤهم عنها. تخطط أن يحصل ذلك، مع حلول الشهر الأوّل من السنة المقبلة!

وسمح الجيش الإسرائيلي للشركات المعنية بإعادة تأهيل البنية التحتية، بدخول عدد كبير من البلدات والقرى الشمالية، وعقدت قياداته اجتماعات عدة مع رؤساء البلديات المعنية وشرحت لهم الظروف الميدانية “المؤاتية”، وقام قائد الجبهة الداخلية رافي ميليو بزيارة عدد من السلطات المحلية في الشمال، وناقش مع ممثليها عودة الطلاب الى المدارس، وذلك أعقاب تخفيف القيود على السكان، في عدد كبير من الأماكن.

كل ذلك يحصل، من دون أن تتوقف الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على “حزب الله” في لبنان، وعلى الرغم من أنّ المعطيات الموضوعية لا تشير مطلقا الى حلول وشيكة من شأنها أن تنتج حلًّا!

بطبيعة الحال، يسعى “حزب الله” الى عرقلة هذه العودة الى حياة شبه طبيعية في شمال إسرائيل، ولذلك يكثف استهدافاته للقرى والبلدات الأمامية كما للمدن البعيدة نسبيا عن الحدود وصولا الى حيفا وما بعد حيفا، وهو يوجه، على طريقة أفيخاي أدرعي، التحذيرات للسكان لإخلاء منازلهم في المستوطنات الشمالية، ولكنّ الجيش الإسرائيلي لا يُعير محاولات “حزب الله” هذه أيّ اهتمام، ويثابر على السير قدما في مخططاته.

ما منبع هذه الثقة الإسرائيلية؟

من دون شك، يسعى الجيش الإسرائيلي الى تحقيق انتصار على “حزب الله”، تحت النار، بحيث يُنجز الهدف الأساس ل”سهام الشمال”، من دون أن يكون بحاجة الى اتفاق دبلوماسي، الأمر الذي يمكنه، والحالة هذه من إدارة مريحة ل”حرب استنزاف” يُمكن أن تطول في حال لم يوافق لبنان على الحل الذي تقترحه إسرائيل، وهو إبعاد “حزب الله” الى ما وراء الضفة الشمالية لنهر الليطاني ومنع عودته، بشكل نهائي، الى الحدود، والحيلولة دون إعادة تسليحه، من خلال المعابر البرية والبحرية والجوية، وذلك وفق المقترحات التي سبق أن حملها الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان وتمّ البحث في معطياتها مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، عند زيارته الخاطفة الى إسرائيل، يوم الخميس الماضي.

“حزب الله” كان قد رفض هذا الطرح، من أساسه، واعتبر أنّ من شأنه أن يحوّل لبنان الى ضفة غربية أخرى، حيث تأخذ إسرائيل حريتها في تنفيذ ما تراه مناسبًا من أعمال عسكرية فيها، عندما تعتبر أنّ السلطة الفلسطينية عاجزة عن القيام بذلك، بنفسها. الحزب تعهد بأن يمنع سكان شمال إسرائيل من العودة الى منازلهم، من دون اتفاق يعقب وقف إطلاق النار.

ويستحيل أن تسمح “الجمهورية الإسلامية في إيران” بهكذا اتفاق، بعدما أصبحت هي “المحاور الوحيد”، وفق ما أكده زعيم دروز لبنان وليد جنبلاط في مقابلة مع “النهار” قبل أيام قليلة، لأنّ من شأن ذلك أن يخرج لبنان من نطاق “عمقها الإستراتيجي”، ولهذا يُكثر المرشد الإيراني علي خامنئي من إطلاق المواقف التي تتمحور حول نقطة واحدة لا غير: حزب الله سوف يهزم الكيان الصهيوني مرة جديدة!

وبناء على هذه المعطيات، ما هي “الطبة الخفية” التي يراهن عليها الجيش الإسرائيلي لترجمة مساعيه بالإعادة التدريجية للسكان تحت النار؟

تفيد المعلومات بأنّ الجيش الإسرائيلي “مرتاح” إلى عملياته البرية حتى عمق خمسة كيلومترات داخل الجنوب الاسرائيلي، حيث أنجز، أو يكاد، تدمير البنية التحتية التي أقامها “حزب الله” على مدى سنوات طويلة، وهو ينتقل الآن الى مرحلة “التطهير”، الأمر الذي يمكّن الحكومة الإسرائيلية، إن وجدت المعطيات متوافرة، أن تذهب نحو “اتفاق” دبلوماسي، ولكن إن رفض “حزب الله” ذلك، فالجيش الإسرائيلي يفترض أن يوسّع عمليته البرية حتى عمق عشرة كيلومترات، ويبعد الحزب، بصورة حاسمة الى ما وراء الضفة الشمالية لنهر الليطاني.

وفي حالة دفع “حزب الله” الى ما وراء نهر الليطاني، واستمرار الحرب، فإنّ ما سوف ينطبق على كل المستوطنات الشمالية لاحقا تعيشه اليوم عكا وصفد وحيفا وغيرها، وبالتالي لا تعود ثمة حاجة الى إبقاء حالات الإجلاء التي تستمر، منذ الثامن من تشرين الأول 2023.

وعليه، فإنّ الجيش الإسرائيلي، يكون، وحتى مع استمرار الحرب، قد أنجز مهمته الأساسية، وهو يمكنه أن يحميها، بتثبيت إبعاد “الخطر الداهم” وبتفعيل القبة الحديدية وبقوة الردع النارية حيث تمزج الغارات العنيفة بالغارات الهادفة.

نقطة قوة إسرائيل الأساسية في هذا التصوّر، تكمن في أنّه، فيما الحكومة ترعى النازحين والعائدين في آن، فإنّ هناك أكثر من مليون ومائتي نازح يشكلون ضغطًا كبيرا على الحكومة اللبنانية “المفلسة” وعلى المؤسسات الشيعية المرهقة!

مخطط خطِر، ولكنّ استدعاء العدو الى الميدان لم يكن يومًا “لعبة رياضية”!

المقال السابق
"مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان" يعلنون "تجديد البيعة" للشيخ نعيم قاسم
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

اطمئنوا.."الحرس الثوري" كتب نهاية إسرائيل!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية