كتبت جيروزاليم بوست:
تصدرت قوة الرضوان عناوين الصحف مرة أخرى يوم الجمعة عندما قتل قائدها، إبراهيم عقيل، في غارة جوية للجيش الإسرائيلي في بيروت. وأصابت الضربة المستهدفة اجتماعا في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وهي منطقة معروفة بوجود حزب الله القوي.
وكان عقيل، وهو شخصية رئيسية في “قوة الرضوان” وقائد عمليات «حزب الله»، محوريا في التخطيط الاستراتيجي للجماعة وأنشطتها العسكرية ضد إسرائيل. وتمثل هذه الضربة الأخيرة ضربة كبيرة لقيادة حزب الله وتؤكد على المواجهة المستمرة بين إسرائيل وقوات النخبة التابعة لحزب الله.
الهجوم هو جزء من استراتيجية إسرائيل الأوسع لتعطيل هيكل قيادة حزب الله وإضعاف قدراته العملياتية، لا سيما تلك الخاصة بوحدات النخبة مثل قوة الرضوان. وحذر مسؤولون إسرائيليون من أعمال انتقامية محتملة من حزب الله مع استمرار التوترات على طول الحدود الشمالية في أعقاب الغارة.
التكوين والغرض
وتلعب “قوة الرضوان” النخبوية التابعة ل «حزب الله» دورا رئيسيا في الاستراتيجية العسكرية للجماعة، حيث تعمل كرأس حربة لعملياتها داخل لبنان وخارجه. وتعتبر “قوة الرضوان”، التي سميت على اسم عماد مغنية، القائد العسكري السابق الذي قتل في عام 2008، الوحدة الأكثر نخبة في «حزب الله»، وهي مكلفة بالعمليات الخاصة ومتمركزة في طليعة الاشتباكات العسكرية للمنظمة.
تم تشكيل قوة الرضوان بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، وتم إنشاؤها لتعزيز قدرات حزب الله الهجومية. وكان ذلك جزءا من جهود المجموعة لإضفاء الطابع المهني على جناحها العسكري وتطوير وحدات متخصصة للمهام المعقدة ضد القوات الإسرائيلية والخصوم الآخرين.
وتتمثل الوظيفة الأساسية للوحدة في الحرب البرية، بما في ذلك المهام عالية الخطورة مثل التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، والاستيلاء على المواقع الاستراتيجية، وتنفيذ ضربات مستهدفة. وعلى عكس القوات التقليدية ل «حزب الله»، التي تركز على العمليات الدفاعية والسيطرة على الأراضي في جنوب لبنان، يتم تدريب “قوة الرضوان” على المناورات الهجومية، بما في ذلك حرب المدن والكمائن والغارات.
الهيكل والتدريب
تعمل “قوة الرضوان” تحت القيادة المباشرة للقيادة العسكرية ل «حزب الله» وتتألف من مقاتلين مدربين تدريبا عاليا تم اختيارهم لمهاراتهم وولائهم وخبراتهم القتالية. تدريب أعضاء قوة الرضوان صارم ويتضمن تعليمات متخصصة في حرب العصابات والمتفجرات والرماية. وغالبا ما يتم إرسال المقاتلين إلى إيران لتلقي تدريب متقدم مع الحرس الثوري الإسلامي، مما يعكس العلاقات العسكرية الوثيقة بين حزب الله وطهران.
تم تجهيز القوة بأسلحة متطورة ، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار وبنادق القنص ، مما يجعلها خصما هائلا. على مر السنين، شاركت الوحدة في العديد من المناوشات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية ولعبت دورا محوريا في العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا، حيث قاتلت إلى جانب قوات الحكومة السورية.
العمليات والأثر
وقد تورطت قوة الرضوان في عدة عمليات بارزة، بما في ذلك عمليات التسلل عبر الحدود والهجمات على المواقع الإسرائيلية.
ويعرف مقاتلوها بانضباطهم وفعاليتهم القتالية، مما يميزهم عن قوات «حزب الله» النظامية.
ويراقب الجيش الإسرائيلي عن كثب أنشطة الوحدة، ويعتبر قوة الرضوان تهديدا كبيرا بسبب قدراتها الهجومية واحتمال شن هجمات مفاجئة.
وفي الآونة الأخيرة، تم تكليف القوة بتعزيز وجود «حزب الله » في جنوب سوريا كجزء من استراتيجية إيران الأوسع لإقامة موطئ قدم عسكري بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وقد أثار هذا الانتشار مخاوف في إسرائيل، التي ترى في توسع “قوة الرضوان” في سوريا تهديدا مباشرا لأمنها ومقدمة محتملة لمواجهات مستقبلية.
الأهمية الاستراتيجية
تعتبر قوة الرضوان محورية في العقيدة العسكرية لحزب الله، والتي تؤكد على الحرب غير المتكافئة ضد خصم متفوق تكنولوجيا مثل إسرائيل. إن قدرة الوحدة على القيام بمهام دقيقة وعالية المخاطر تعزز ردع «حزب الله» وتعزز موقعه في المشهد السياسي المعقد في لبنان. بالإضافة إلى ذلك، أدى تدخل القوة في سوريا إلى توسيع الخبرة العملياتية ل «حزب الله» وتعزيز تحالفه مع إيران.