"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

هكذا تفاعلت صحف إيران مع انفجاري كرمان

نيوزاليست
الخميس، 4 يناير 2024

“الانتقام قادم لا محالة” هذا ما ستخرج به من قراءة تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 4 كانون الثاني، بعد يوم دام شهدته إيران مخلفا نحو 100 قتيل، قبل أن تراجع السلطات وتقول في آخر إحصاء لها إن عدد الضحايا 84 شخصا فقط.

وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، قال إنه بحسب آخر الإحصائيات التي أعلنها الطب الشرعي، فإن عدد القتلى في انفجار كرمان وصل إلى 84 شخصا.

أحداث كرمان التي جاءت بعد يوم من اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت جعلت النظام الإيراني وحلفاءه في موقف صعب للغاية أمام أنصارهم، ومن لا يزالون يؤمنون بشعارات “المقاومة” وأهازيجها.

النظام الإيراني سارع يوم أمس بعد الانفجارات في كرمان واتهم إسرائيل بالوقوف وراء الحادث، متوعدا تل أبيب برد “حتمي”، وهو ما كان محور تغطية الصحف اليوم.

صحيفة “إيران” الصادرة عن الحكومة شبهت يوم الأربعاء في كرمان بأحداث كربلاء، وعنونت في مانشيتها بـ”كربلاء كرمان”، مرفقة العنوان بالقول: “الانتقام الصعب.. بإذن الله”، وهو شبيه بما عنونت به صحيفة “همشهري” التي كتبت: “انتظروا الرد الصعب.. بإذن الله”، أما “جام جم” التابعة للتلفزيون الإيراني فأيضا كتبت “الانتقام حتمي”، وهو عنوان أرفقته بترجمة عبرية في دلالة إلى أن إسرائيل هي المخاطب بهذا العنوان.

لكن حديث الانتقام الذي صعّد منه النظام هذه الأيام وتحديدا بعد “الأربعاء الأسود” في كرمان أمس قد لا يبدو بهذه السهولة كما تصوّره عناوين الصحف، فإسرائيل من جانبها أكدت أنه لا علاقة لها بتفجيرات كرمان، وهي رواية أكدت عليها الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني أن رد إيران “الحتمي” سيكون دون وجود أدلة دامغة، وبالتالي فإن هذا “الانتقام” لا سيما إذا لم يكن على طراز “انتقام سليماني”، فإنه سيضع النظام وجها لوجه أمام الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما تتحاشاه إيران منذ عقود.

كما أشارت صحيفة “كيهان” إلى تهديد خامنئي وتوعده بالرد، وقال إن الرد على انفجاري كرمان سيكون قاسيا و”جنود طريق قاسم سليماني لن يحتملوا الجريمة”.

ونسبت صحيفة “كيهان”، التابعة للمرشد علي خامنئي، انفجار كرمان أمس إلى إسرائيل، وأشارت إلى مقتل رضي موسوي وصالح العاروري مؤخرا، وكتبت: “الانتقام لا ينبغي أن يكون متسرعا، هذا صحيح، لكن في بعض الأحيان، بجانب هذا “الانتقام” يجب إضافة كلمة “فوري”.

وكتبت هذه الصحيفة أنه إذا تم هذا الإجراء فإن الاغتيالات الإسرائيلية ستختفي “وإلا فلننتظر الاغتيالات القادمة”.

وطالبت “كيهان” من “محور المقاومة وقيادته” بإدراج أسماء القادة الإسرائيليين والإعلان في وسائل الإعلام “يقتل هؤلاء أينما وجدوا”.

ورأى الكاتب والنائب في البرلمان السابق حشمت فلاحت بيشه في مقال له بصحيفة “آرمان ملي” أن هناك “حربا إرهابية” قد بدأت فعليا ضد إيران، وعلى السلطة الحاكمة في طهران الاستعداد لهذه الحرب.

الكاتب انتقد كذلك ضعف الأجهزة الأمنية والدفاعية في القيام بواجبها في مثل هذه الأحداث، مشيرا إلى عدد من الأحداث التي وقعت في محافظة بلوشستان، وقال إن عدم محاسبة المسؤولين في الأجهزة الأمنية والدفاعية خلق مثل هذا الشرخ والضعف الأمني.

كما أشار الكاتب إلى ضعف الإدارة في محافظة كرمان، حيث إن هذه الحادثة هي الثانية من نوعها التي تقع في مراسم إحياء ذكرى مقتل سليماني في محافظة كرمان، حيث قتل في يوم تشييع سليماني قبل 4 سنوات عشرات المواطنين نتيجة التدافع وسوء الإدارة والتنظيم من قبل المسؤولين القائمين على تأمين تلك المناسبة.

وصحيفة “هم ميهن” الإصلاحية بدورها انتقدت تكرار سقوط الضحايا بين المواطنين في فعالية يفترض أنها تكون قد تم تأمينها بشكل كامل أمنيا واستخباراتيا، لافتة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يسقط فيها ضحايا بالعشرات بين المدنيين في فعاليات لإحياء ذكرى سليماني أو تشييعه.

كما انتقدت الصحيفة تسارع السلطات في نسب هذه الأحداث إلى التطورات الإقليمية، مؤكدة في الوقت نفسه أن داعش وإسرائيل هما المتهمان الأول والثاني في هذه الحادثة.

وكتبت الصحيفة: “مع الأسف الشديد يجب علينا القول إن طريقة إدارة هذه الفعالية لم تكن جيدة. حادثة عام 2020 والتي أسفرت عن مقتل العشرات من المواطنين جراء التدافع ذهبت في ذاكرة النسيان، ولم تتم محاسبة مسؤول واحد أو جهة معينة”.

وأضافت هم ميهن: “الآن نعيد ونكرر السؤال، ما هي توقعات المؤسسات الرسمية لمثل هذه الفعاليات؟ هل كانوا يتخوفون من حدوث مثل هذا العمل الإرهابي؟ إذا كانوا كذلك فما هي الإجراءات الوقائية التي قاموا بها، وإذا كانت الإجابة لا فلماذا لم يتوقعوا ذلك؟”

“ايران انترناشيونال”

المقال السابق
كيف تتخلّص من دهون البطن؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

حصيلة أسبوع من العمليات الاسرائيلية ضد حزب الله: سبعون قتيلًا وآلاف الجرحى

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية