بحسب الرواية الإسرائيلية، فقد وقع ت هذه العملية عندما كان يستعد الجيش لهدم عشرة بيوت في منطقة حدودية قريبة من مستوطنة “كيسوفيم” (على بعد 600 متر منها) من أجل فتح مجال الرؤية. وقُبيل التفجير، استهدف مقاومون فلسطينيون البيتين المكوّن كل منهما من طابقين بصواريخ “آر بي جي”، كما استهدفوا دبابة كانت تحرس القوات أيضا بصاروخ آخر، مما أدى لاحتراقها ومقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين داخلها، فيما قُتل 19 جنديا داخل بيتين نتيجة تفجيرهما.
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم مقتل 24 جنديا من جنود الاحتياط في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن 21 جنديًا قتلوا في الحادث الذي وقع أمس في وسط غزة، بالقرب من بلدة كيسوفيم الحدودية، فيما قتل ثلاثة آخرون في نقاط أخرى.
ويقول إن القوات كانت تعمل في منطقة تبعد حوالي 600 متر عن الحدود، ودمرت المباني ومواقع حماس، كجزء من جهود الجيش لإنشاء منطقة عازلة للسماح لسكان المجتمعات الحدودية الإسرائيلية بالعودة إلى منازلهم.
أضاف: “على حد علمنا، حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر، أطلق الإرهابيون قذيفة آر بي جي على دبابة تحرس القوات، وبالتزامن وقع انفجار في مبنيين من طابقين. يقول: “لقد انهارت المباني بسبب هذا الانفجار، بينما كانت معظم القوات داخلها وبالقرب منها”.
وأفاد بأنّ “الانفجار كان على الأرجح نتيجة للألغام التي زرعتها القوات لهدم المباني، لكن سبب التفجير لا يزال قيد التحقيق”.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الإنقاذ وصفت مكان انهيار مبنيين وسط قطاع غزة بأنه يذكر بآثار الزلزال.
وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”، اليوم الثلاثاء: “حسب المعلومات المتوفرة لدينا في هذه المرحلة، في حوالي الساعة 16:00 مساء أمس، على ما يبدو تم إطلاق صاروخ آر بي جي باتجاه دبابة قامت بحراسة القوة التي عملت في منطقة وسط القطاع. تزامنًا مع ذلك وقع انفجار في مبنيين مكونين من طابقين أسفر عن انهيارهما، بينما تواجد معظم أفراد القوة داخلهما وبجوارهما. وعلى ما يبدو انفجر المبنيان نتيجة العبوات الناسفة التي زرعتها قواتنا فيهما. الحرب مرتبطة بثمن مؤلم وباهظ. جنود الاحتياط المخلصون، الذين تجندوا من أجل الدولة وضحوا بأثمن شيء يملكونه، في سبيل أمن دولة إسرائيل ولكي نستطيع العيش هنا بأمان”.
مواقف
ومنذ الصباح توالت المواقف المعظمة لهؤلاء القتلى، من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، وزير الدفاع غالانت، ،وزير المالية بتسلئيل سموتريش، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، رئيس الكنيست أمير أوحانا، زعيم يش عتيد يائير لابيد زعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس ووزير الزراعة وعضو المجلس الوزاري المصغر آفي ديختر.
المواقف كلّها تمحورت حول نقطة واحدة:وجوب استمرار القتال في غزة.
الرواية في الإعلام الإسرائيلي
وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية جملة تفاصيل وختصرها الآتي: دخل جنود احتياط من اللواء 261 إلى منطقة المغازي وسط قطاع غزة. بناء على طلب الجيش الإسرائيلي عملوا مع وحدة الهندسة على تفخيخ 10 مباني استعدادا لتفجيرها. بينما كانوا على وشك إنهاء مهمتهم، أطلق عناصر حماس قذيفتي “ار بي جي”، الأولى نحو دبابة ميركافا أدت لإصابة جنديين، والثانية أطلقت على المبنى المفخخ، ما أدى إلى تفعيل المتفجرات وانهيار مبنيين على من بداخلهما. بقيت وحدة الإنقاذ (669) تعمل طوال الليل لرفع الأنقاض بحثا عن جنود مفقودين.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بأن مجموعة من جنود الاحتياط من اللواء 261 الذين يقومون بالمهام الأمنية في منطقة السياج جنوب قطاع غزة، توجهوا أمس الإثنين، في مهمة لتفجير المباني في المنطقة العازلة بالقرب من السياج.
وحسب المعلومات التي سمح بنشرها، دخل الجنود مسافة نحو 600 متر من السياج في منطقة مخيم المغازي، وطلب منهم تدمير 10 مباني متعددة الطوابق باستخدام الألغام برفقة الفرق الهندسية.
بدأت القوات بمحاصرة المباني تمهيدا لتدميرها. مسلح الذي يبدو أنه خرج من أحد الأنفاق ولم يتم التعرف عليه، أطلق صاروخا مضادا للدبابات على الدبابة التي أمنت العملية.
أطلق مقاومون صاروخين من نوع “آر بي جي”، الأول أطلق على دبابة مما أدى إلى مقتل جنديين، ثم تم إطلاق قذيفة “آر بي جي” ثانية على أحد المباني التي كانت تحتوي بالفعل على مواد متفجرة جاهزة للتفجير.
وبحسب التقديرات، فإن انفجار الصاروخ في هيكل المبنى فجر العديد من الألغام، وتسبب في انهيار المجمع المكون من بنايتين بشكل كامل، نتيجة الانفجار الهائل الذي أحدثه.
وانهار كلا المبنيين وتحول المكان إلى دمار كامل، وبدأت القوات الإسرائيلية عمليات الإنقاذ، وتم إرسال العديد من القوات إلى مكان الحادث لبدء وإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض.
في الساعات الأولى كان هناك أيضا مجموعة من الجنود المفقودين، ولم يتم العثور عليهم بين الأنقاض، واستمرت عمليات الإنقاذ لساعات طويلة جدا حتى الليل، وخلال الساعات القليلة الماضية تم الانتهاء من عملية إنقاذ الضحايا، ولم يعد هناك أي مفقودين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المتحدث العسكري.
وبذلك، يرتفع إجمالي قتلى الجيش الإسرائيلي المعلن عنهم إلى 556 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منهم 221 قتيلا منذ الاجتياح البري، جراء الاشتباكات المستمرة مع المقاومة الفلسطينية.