"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

هكذا إرتدت "السيوف الحديدية" على إسرائيل نفسها!

منى خويص
الخميس، 2 نوفمبر 2023

هكذا إرتدت "السيوف الحديدية" على  إسرائيل نفسها!

” الكلفة الباهظة” و “غموض الهدف النهائي” لاسرائيل، يؤديان أما لوقف الحرب أو لخطر توسعها.

فمنذ بدء عملية “السيوف الحديدية” الاسرائيلية، كرد على عملية “طوفان الاقصى”، لم تتمكن إسرائيل حتى اللحظة، من تحقيق اي هدف يمكن اعتباره انتصارا، يثأر للهزيمة التي منيت بها؛ فجُل ما تفعله اسرائيل، هو فقط التدمير الوحشي لغزة، وقتل المدنيين بالآلاف ، لكن اي من اهدافها ومخططاتها لم يتحقق بعد، فيما يتعلق بالقضاء على حركة “حماس”، او محاولة تفريغ غزة من سكانها وتهجيرهم الى صحراء سيناء، او اي أمر آخر تنوي القيام به.

اضافة الى ذلك، فانه ومع الوقت، بدأت إسرائيل- وعلى الرغم من التفاف المجتمع الدولي حولها، ودعمها بكل السبل الممكنة، تفقد الرأي العام العالمي من حولها، نتيجة التظاهرات التي تنتشر في عدد كبير من الدول الاوروبية والأميركية، وتندد بما تقوم به في غزة، وتتهمها بممارسة “ابادة جماعية” و “تطهير عرقي” بحق الشعب الفلسطيني، الامر الذي سيؤثر ،على المدى القريب، على حكومات هذه البلدان، ويعدل في مواقفها.

والسؤال بداية، حول ما اذا كانت هذه الحرب، قادرة على الاستمرار لأشهر، كما يدعي الاسرائيلي؟! فهناك حديث في الدوائر الدولية عن ضرورة حسمها، وبأسرع وقت ممكن، نظرا لتكلفتها الباهظة على الجميع.

اما السؤال الثاني، فهو عن الثمن الذي تريده عملياً إسرائيل؟ في بداية الحرب على غزة صرح الوزير جدعون ساعر، في مقابلة مع القناة 12 الإخبارية، إن قطاع غزة “يجب أن يكون أصغر في نهاية الحرب”، وأنه “يجب أن تكون هناك منطقة مصنفة، على أنها “منطقة أمنية حيث يتم اعتراض كل من يدخل اليها”، وأضاف ساعر أن “إسرائيل في حرب مع إيران، وأنه يجب عليها أولا تدمير القدرات العسكرية لحماس”. وقال: “لا ينبغي تجديد الاستيطان في غزة … ولكن عليهم أن يدفعوا ثمن الخسارة”. وتابع ” يجب أن نوضح هدف نهاية حملتنا لكل من حولنا، [وهو ] إن من يبدأ حربا ضد إسرائيل يجب أن يخسر الأراضي”.

إذن، ان احد اهم الاهداف هو القضم الجديد للاراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعني الذهاب الى وضع مماثل لنكبة ٤٨؛ وهو امر كان عضو الكنيست الاسرائيلي، وعضو حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اوضحه، حيث قال أن لاسرائيل من وراء حرب غزة في الوقت الحالي، هدفا واحدا: “النكبة” التي ستطغى على نكبة عام ١٩٤٨. ولم يعد خافيا على احد، مخطط التهجير باتجاه صحراء سيناء المصرية، الذي تقف مصر بوجهه وترفضه رفضا قاطعا..وهنا لا بد من السؤال، في حال لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هذا الامر، خصوصا في ظل الموقف المصري، ماذا ستفعل حينها؟

ذكر تقرير ل “بلومبيرغ”، نقلاً عن مصادر مطلعة على مداولات الحكومة الأمريكية، أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، يستكشفون خيارات لمستقبل قطاع غزة بعد إزالة “حماس”، بما في ذلك “احتمال تشكيل حكومة مؤقتة مدعومة من الأمم المتحدة وبمشاركة العرب”. وشدد المسؤولون على أن “هذه المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى، حيث أن نتائج الحرب والعمليات البرية للجيش الإسرائيلي في غزة، لا تزال غير مؤكدة.

ومما جاء في التقرير ايضا أن “المسؤولين الإسرائيليين أكدوا مرارا وتكرارا، أن الجيش الإسرائيلي لا ينوي احتلال غزة. ومع ذلك، أكدوا أيضًا، أنه في أعقاب الهجوم الذي وقع في السابع من تشرين الأول(اكتوبر) ، فإن إسرائيل غير مستعدة للتسامح مع استمرار حكم حماس في القطاع الفلسطيني”.

وهذا الموقف الإسرائيلي أثار مخاوف في واشنطن، بشأن الخطة الإسرائيلية لما بعد الحرب في غزة. ووفقا ل”بلومبيرغ” أيضاً، فإن الأمريكيين يخشون من أن تكون الحرب في غزة دون هدف واضح، بخلاف إضعاف حكم “حماس”، مما يمكن أن تؤدي في النهاية إلى صراع إقليمي.

اذن، الصورة لما بعد العمليات البرية غير واضحة، وغير محددة الاهداف للاسرائيلي نفسه، مما يجعل المستقبل مفتوح على كل الاحتمالات..

فاذا فشلت اهداف اسرائيل في هذه الحرب، ماذا يمكن ان تقدم الحكومة لشعبها، وما هو الهدف الثاني الذي يمكن لاسرائيل ان تعتبره انتصارا بعد الضربة القاصمة التي تعرضت لها؟! يقول احد المعنيين بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي ان “ما قامت به إسرائيل حتى اللحظة عسكريا، لا يمكن اعتباره نصرا للاسرائيلي نفسه، فهو لم يتمكن حتى اللحظة، لا من القضاء على “حماس”، ولا حتى على اي واحد من قياداتها البارزة” وهنا يعتبر انه “يمكن لإسرائيل ان تلجأ الى القضاء على قيادات حماس، لا سيما محمد الضيف المسؤول المباشر عن عملية طوفان الاقصى، وذلك بتنفيذ عمليات اغتيال.. عندها قد تصنع انتصارا، تماما كما كان الامر عندما تم اغتيال قاسم سليماني، لكنها بذلك تكون قد وجهت ضربة موجعة لحماس، ولو لم تتمكن من القضاء عليها، وتكون بالتالي قد قدمت لشعبها، رأس من دبروا لليلة طوفان الاقصى”.

ورأى المصدر ان “الاجواء خصوصا الاعلامية، التي تحاول إسرائيل اشاعتها، من ان هذه الحرب تقول ستؤمن الاستقرار لإسرائيل لفترة طويلة، نظرا لفظاعة ردها على غزة، امر لا يتجاوز حدود الدعاية، في غياب اي صورة عن من سيحكم غزة في المستقبل، وما اذا كان كل هذا الذي تعرض له ابناء غزة، يمكن ان يفرز من بينهم سلطة بديلة، تقبل بالشروط الاسرائيلية، وتخضع لها خصوصا امام نموذج السلطة الفلسطينية في الضفة، التي ورغم تنسيقها مع اجهزة الاحتلال لم تتمكن من حماية الضفة، ولا الفلسطينيين من البطش الاسرائيلي المستمر بحقهم”.

ووجد انه “على عكس ما تنتهي به الحروب من عقد تسويات واتفاقات، فإنه بموضوع الصراع الدائر في فلسطين المحتلة، ورفض إسرائيل لمبدأ قيام الدولتين، فإن جل ما يمكن التوصل اليه، هو اعادة انتاج للوضع الذي كان قائما، ما قبل عملية “طوفان الاقصى”، ولو بحماس اضعف”.

وأردف”: لكن نشوء حركات قد تكون اكثر تشددا من “حماس” امر لا بد من اخذه بعين الاعتبار، كما ان توسعة الحرب وفتح الجبهات هو امر مستبعد، وكذلك أن يكون السلام والهدوء هما نهاية هذه الحرب، فالمنطقة ستكون كما كانت دائما، تتخبط بعدم الاستقرار الذي هو القاعدة؛ فيما السلام هو الاستثناء”.

المقال السابق
استشهاد "الراعين" في الوزاني

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية تعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لشن "هجوم دفاعي" على لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية