يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في أن تستقبل مصر والأردن سكان غزة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين سيكونون في وضع أفضل في مكان “لا يرتبط بالعنف”.
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “أود أن أجعلهم يعيشون في منطقة حيث يمكنهم العيش دون اضطراب وثورة وعنف”.
“عندما تنظر إلى قطاع غزة، تجد أنه كان بمثابة الجحيم لسنوات عديدة… لقد عاشت حضارات مختلفة على هذا القطاع. لم تبدأ هذه الحضارات هنا. بل بدأت قبل آلاف السنين، وكانت مرتبطة دائمًا بالعنف. يمكنك أن تجد أشخاصًا يعيشون في مناطق أكثر أمانًا وربما أفضل كثيرًا وربما أكثر راحة”، كما يقول ترامب.
وعندما سئل عما إذا كان هذا الموقف يعني أنه لم يعد يؤمن بحل الدولتين، تجنب ترامب الإجابة بشكل مباشر، وقال إنه سيناقش هذه القضية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما يأتي إلى واشنطن لمقابلته “في المستقبل غير البعيد”.
وقال إنه سيتم تحديد موعد الاجتماع “قريبا جدا”.
وعندما سُئل ترامب عن كيفية تلقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفكرته بشأن نقل سكان غزة إلى بلاده، أجاب: “كان رده أنه يرغب في رؤية السلام في الشرق الأوسط”.
وأضاف ترامب “أود أن أرى السلام في الشرق الأوسط”.
وعندما سُئل ترامب أكثر عن رد فعل السيسي على فكرته، أصر على أن الزعيمين المصري والأردني “سيفعلان ذلك”.
وأضاف ترامب “أود أن أفعل ذلك. أتمنى أن يأخذ [ا لسيسي] بعضًا منها. لقد ساعدناهم كثيرًا، وأنا متأكد من أنه سيساعدنا. إنه صديقي. إنه في… وضع صعب. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضًا”.
وقد خرجت مصر والأردن بقوة ضد فكرة ترامب، حيث زعمتا أنه ينبغي السماح للفلسطينيين بالبقاء في غزة، حيث كان أعضاء اليمين المتطرف في إسرائيل يدعون إلى إعادة إنشاء المستوطنات بينما يدافعون عن “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين من القطاع.
ألبانيا و100 ألف غزاوي
في هذا الوقت، نفى رئيس وزراء ألبانيا بشدة تقريرا لقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية يزعم أن حكومته تجري محادثات مع إدارة ترامب بشأن استقبال ما يصل إلى 100 ألف فلسطيني من غزة.
“لم أسمع شيئًا مزيفًا إلى هذا الحد منذ فترة طويلة - وكان هناك الكثير من الأخبار المزيفة مؤخرًا! هذا غير صحيح على الإطلاق”، هكذا غرد إيدي راما، مصحوبًا بلقطة شاشة للخبر المزعوم لمراسل القناة 12.
وأضاف راما: “الاحترام الكامل والتضامن مع شعب غزة، الذي أذله نظام حماس الوحشي وتحمل حربًا جهنمية بعد أهوال السابع من أكتوبر”.
“ولكن دعوني أكون واضحا: لم يطلب أحد من ألبانيا ذلك، ولا يمكننا حتى أن نفكر في تحمل أي مسؤولية من هذا القبيل”.
وأضاف رئيس الوزراء الألباني: “نحن فخورون بصداقاتنا القوية مع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت وبالطبع الشعب الفلسطيني الذي اعترفت ألبانيا بدولته منذ زمن بعيد”.
“ولكن ألبانيا لا تقع في منطقة الشرق الأوسط نفسها، ومن قلب أوروبا، لا نستطيع أن نفعل أكثر من أي دولة أوروبية أخرى في مثل هذه المسألة”.
ويضيف: “ومع ذلك، فإننا نتمنى ونصلي أن تتاح للشعب الفلسطيني الفرصة للعيش في دولته، كشعب حر في ظل حكم ديمقراطي، وألا تتمكن حماس مرة أخرى من إيذاء إسرائيل - أو، أولاً وقبل كل شيء، الفلسطينيين أنفسهم”.
وزعمت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل تعتقد أن دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأردن ومصر لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين غير واقعية، وأن واشنطن تتطلع وفقا لذلك إلى دول أخرى مثل ألبانيا.
وذكرت شبكة إن بي سي نيوز في وقت سابق من هذا الشهر أن الولايات المتحدة تدرس أيضا إندونيسيا كنقطة هبوط للفلسطينيين أثناء إعادة بناء قطاع غزة.
وقد عارضت مصر والأردن بشدة فكرة استضافة سكان غزة، الأمر الذي رد عليه زعماء اليمين المتطرف في إسرائيل بالدعوة إلى أن تقوم القدس “بتشجيع الهجرة” للفلسطينيين من القطاع.
