"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

حكمة جعجع والشعب السوري «الداشر»

الرصد
الثلاثاء، 23 أبريل 2024

حكمة جعجع والشعب السوري «الداشر»

راشد عيسى- القدس العربي

لا مناص من الاعتراف بأن الزعيم اللبناني سمير جعجع كان يمثّل للكثيرين، على مدى عقدين من الزمن تقريباً، حكيماً بحق. مقابلاته ومواقفه وتصريحاته كانت الأفضل، مقارنة، على الأقل، بمختلف الزعماء اللبنانيين، خصوصاً إن تعلّق الأمر بالموقف من النظام السوري، والنظام الممانع عموماً، وارتكابات “حزب الله” وجرائمه.

كان علينا أن ننصاع في الأساس لتقاليد السياسة (والحرب) اللبنانية، أن نقول عفا الله عمّا مضى، نطوي الصفحة، ونبدأ من الصفر، فإنْ فُتح الحساب ستنكشف جرائم الجميع.

لكن حكمة الحكيم القواتي لم تسعفه أخيراً فيما يتطرق لـ «الوجود السوري الخطِر» في لبنان، ويقصد اللاجئين السوريين، حين يقول: «إذا الواحد ما بينتبه لبلده، بغفلة عين ممكن يصبح هو اللاجئ في بلده».

ثم يتحدث جعجع بالأرقام والتواريخ: «في العام 2030، أي بعد 6 سنوات فقط، سيصبح عدد اللاجئين في لبنان 4 ملايين، يعني بقدر اللبنانيين، وممكن بالتالي أن نخسر وطننا». وهو يعترف فقط بـ 300 ألف سوري هم في وضع قانوني، من أصل مليونين هم «غير شرعيين».

هنا سينتقل إلى الجانب العملي، فيشرح: «بالقانون أن كل أجنبي يخالف شروط الإقامة يجب أن يرحّل إلى بلاده»، و»المسؤولية الأولى تقع على الأمن اللبناني العام». ثم يعرض على شرطة البلديات متطوّعين (قواتيين) إذا لم تمتلك تلك الشرطة عناصر كافية تقوم بترحيل السوريين.

آخر حِكَم جعجع ستكون بالفم الملآن: «اللاجئون السوريون في لبنان شعب داشر، بيشتغل شو ما بدك، وأكبر دليل الجرائم التي ترتكب. من أجل 50 ليرة يقتل إنسان، فكيف من أجل معاش، وبارودة وفَرْد وتَقْدِمات! يقتلون كل الشعب اللبناني». ويختم: «إذا الجيش والبلديات لم يتحركوا، نحن راح نتحرك».

لا نحسب أن المتابعين كانوا على خطأ عند تقديرهم لمواقف جعجع السابقة، فقد دافع الرجل عن اللاجئين، وعن ضحايا نظام بشار الأسد عندما كان الجميع ضدهم، لكن يبدو أن علينا أن ننتظر حلول المساء لنتأكد أن يومنا كان جميلاً بالفعل، فغالباً ما يحفل ربع الساعة الأخير بالمفاجآت، والخيبات.

المقال السابق
قيادي في "حماس": لدينا في الأسر حوالي 30 ضابطًا إسرائيليًّا

الرصد

مقالات ذات صلة

مجزرة تدمر... ردّ إسرائيلي على "الحشد" العراقي أم رسالة لدمشق؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية