قال الحرس الثوري الإيراني، السبت، إن 5 من مسؤوليه العسكريين، لقوا مصرعهم، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في دمشق، بينما قالت السلطات السورية، إن إسرائيل شنت غارة على حي المزة السكني، فيما لم تعلن تل أبيب، حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
واتهم الحرس الثوري الإيراني في بيان، حسبما نقلت وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية، إسرائيل بشن “عدوان” على دمشق، مشيراً إلى أن الهجوم الذي تم بواسطة “مقاتلات” إسرائيلية أودى بحياة “4 مستشارين عسكريين من إيران” و”عدد من القوات السورية”، ليضيف في وقت لاحق أن عضواً خامساً هو محمد أمين صمدي وقد توفي متأثراً بجراحه. ولم يصدر أي تعليق بعد من إسرائيل.
ووزع الحرس الثوري منشورًا يتضمن صورًا “مجمّلة” لشهدائه الخمسة.
ودان الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان، “بشدّة، العمل الإجرامي الذي نفذه الكيان الصهيوني” واعتبر أنه “محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة”، وأضاف “بالإضافة إلى الملاحقة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ إيران بالحق في الردّ على الإرهاب المنظّم للكيان الصهيوني المزيّف في الزمان والمكان المناسبَين”.
كما حث كنعاني الدول الأجنبية والمنظمات الدولية على التنديد بالهجوم. وتابع أن “الانتهاك المتكرر لسيادة سورية وسلامة أراضيها وتصعيد الهجمات العدوانية والاستفزازية ضد أهداف مختلفة”، يعكس “عجز ويأس (إسرائيل) في ساحة المعركة ضد قوة المقاومة في غزة والضفة الغربية خلال الأيام المئة الماضية”.
وأفادت وسائل إعلام سورية رسمية، بأن هجوماً إسرائيلياً على الأغلب استهدف مبنى في حي المزة بدمشق، دون تقديم مزيد من التفاصيل، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أخرى، أن دوي انفجارات سُمع في أنحاء العاصمة السورية.
وذكر مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية “سانا”، أنه “في حوالي الساعة 10:20 من صباح السبت (7:20 بتوقيت جرينتش) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بناءً سكنياً في حي المزة في مدينة دمشق”، مضيفاً “دفاعنا الجوي تصدى لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”.
وأشار إلى أن الهجوم أودى بحياة عدد من المدنيين، ودمر المبنى بالكامل، وتسبب في تضرر أبنية مجاورة.
وأشار مصدر أمني لوكالة “رويترز”، إلى أن “المبنى متعدد الطوابق كان يستخدمه مستشارون إيرانيون يدعمون الحكومة السورية”، موضحاً أن “ضربة بصواريخ إسرائيلية محددة الهدف بدقة، سوت المبنى بالأرض”.
وكان التلفزيون الإيراني، قال إن ضابطين كبيرين بالحرس الثوري، لقيا مصرعهما في غارة إسرائيلية، استهدفت مبنى في دمشق، في حين أوضحت قناة العالم التلفزيونية الرسمية، أن الضابطين هما مسؤول الاستخبارات في “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري ونائبه.
وقال مدير مستشفى المواساة في دمشق عصام الأمين لـ”رويترز”، إن “المستشفى استقبل جثة واحدة، و3 مصابين بينهم امرأة عقب هجوم السبت”.
كما ذكر متحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية لـ”رويترز”، أن “الهجوم لم يستهدف أياً من أعضاء الحركة”، بعدما أفادت تقارير بوجود بعضهم في المبنى المدمر.
وتضم منطقة المزة في غرب دمشق، حيث وقع الانفجار، مقرات أمنية وعسكرية عدة، إضافة إلى مقرات وأماكن سكن قيادات فلسطينية وإيرانية بارزة، كما تضم المنطقة تجمعاً لعدد من السفارات والمنظمات الأممية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال م راسل لوكالة “فرانس برس”، وصل إلى المكان، إن “البناء المستهدف انهار بالكامل، وتحاول فرق الدفاع المدني إخراج مصابين أو قتلى من تحت الأنقاض”، مشيراً إلى أنه شاهد “عدداً من سيارات الإطفاء والإسعاف وفرق الهلال الأحمر، وسط طوق أمني ضرب حول المكان”.
وقال أحد سكان المنطقة للوكالة: “سمعت صوت الانفجار بشكل واضح في منطقة المزة غربية، وشاهدتُ سحابة دخان كبيرة بالصدفة عندما كنتُ على السطح”، مضيفاً: “سمعت أصواتاً تشبه انفجارات الصواريخ، وبعد دقائق سمعت أصوات سيارات إسعاف”.