فر أكثر من ثلاثة أرباع الأرمن من إقليم ناغورني كاراباخ الانفصالي والبالغ عددهم 120 ألفا بحلول عصر اليوم الجمعة (29 سبتمبر/أيلول 2023) إثر سيطرة أذربيجان على الإقليم، في نزوح جماعي أسرع من المتوقع والذي يبدو أنه سيكون شاملاً، وذلك على الرغم من دعوات أذربيجان لهم للبقاء.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن حكومة يريفان قولها إنه بحلول اليوم الجمعة، فر نحو 93 ألف شخص من السكان الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألف نسمة إلى أرمينيا.
واصطفت السيارات والحافلات والجرارات التي تقل الفارين في الطرق السريعة في خامس يوم من النزوح الذي وضع حداً مفاجئاً ونهائياً لأحد “الصراعات المجمدة” على أسس عرقية منذ عقود في دول سابقة بالاتحاد السوفيتي.
وأفادت وكالة الإعلام الروسية (ريا) بأن حكومة أرمينيا قالت إن قرابة 93 ألف شخص عبروا إلى أراضيها في الوقت الراهن. وقال مسؤول بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق إن العدد الإجمالي قد يصل إلى 120 ألفا، وهو عدد مطابق لتقديرات العدد الإجمالي لسكان جيب ناغورني كاراباخ الذي انفصل عن أذربيجان في تسعينيات القرن الماضي.
ودعمت أرمينيا الانفصاليين لعقود، لكن ثبت في نهاية المطاف أنها غير قادرة على حمايتهم.
وخلال فرارهم على الطريق الجبلي الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا، قُتل ما لا يقل عن 170 شخصاً في انفجار مستودع للوقود الاثنين، وفقاً لحصيلة جديدة نشرتها الشرطة التابعة للقوات الانفصالية الجمعة. وقالت إنّه “تمّ العثور حتى الآن على رفات 170 شخصاً… وتمّ تسليمها إلى الطب الشرعي”. وسيتم إرسالها إلى أرمينيا لتحديد هويات أصحابها. وأدى الحادث أيضاً إلى إصابة 349 شخصاً، معظمهم يعانون من حروق خطيرة.
وأرسلت أرمينيا حافلات مدنية من عاصمتها يريفان للمساعدة في إخراج الأشخاص. ورحب المتطوعون بالحافلات الأرجوانية على الطريق عند الحدود ودفعوا إليها بصناديق الخبز وزجاجات المياه عبر النوافذ.
وتقول أذربيجان إنها تحترم حقوق الأرمن الذين سيختارون البقاء، لكنها نسفت مفهوم الدولة الانفصالية إلى الأبد. وذكرت أذربيجان اليوم الجمعة أنها ستسمح لفريق من الأمم المتحدة بزيارة الإقليم في غضون أيام، وهو مطلب رئيسي لدول الغرب.
بدوره، أعلن الكرملين الجمعة أنّ روسيا ستقرّر مع أذربيجان مستقبل مهمّة حفظ السلام في هذه المنطقة الانفصالية التي نشرت فيها قوات منذ العام 2020. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف رداً على أسئلة الصحافيين بشأن مستقبل هذه القوات “بما أنّ المهمّة موجودة الآن على الأراضي الأذربيجانية، فإنّ هذه النقطة ستكون موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني”.