أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، أن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل “أوسع تحالف بحري ممكن” لحماية السفن في البحر الأحمر وإرسال “إشارة مهمة” إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات، وذلك في تصريحات لوكالة “رويترز” تأتي بعد الكشف عن تشكيل إسرائيل فريق عمل سينضم إلى “تحالف دولي” يعمل على مواجهة التهديدات على أمن الملاحة البحرية في المنطقة.
والمساعي لتشكل تحالف دولي تأتي مع تصاعد التهديدات الذي باتت تشكله جماعة أنصار الله (الحوثيون) في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر، والهجمات التي ينفذونها بطائرات مسيرة وصواريخ.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، إن واشنطن تجري محادثات مع دول أخرى بشأن قوة عمل بحرية “تضمن المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر”، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل. بدورها، حذرت إيران، اليوم الخميس، من أن مثل هذه القوة ستواجه “مشكلات استثنائية”.
وقال ليندركينغ إن الولايات المتحدة تريد من التحالف متعدد الجنسيات أن يرسل “إشارة مهمة من المجتمع الدولي مفادها أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن البحري الدولي”. وأضاف أن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة العمل البحرية الدولية الحالية لتصبح “تحالفا دوليا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة”.
وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، المعروفة باسم فرقة العمل المشتركة 153، هي تحالف يضم 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين. وأوضح ليندركينغ أن “هناك تقييما نشطا للغاية يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد”.
ودعا المبعوث الأميركي الجماعة اليمنية إلى إطلاق سراح طاقم السفينة “غالاكسي ليدر” التي احتجزتها في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي؛ وأحجم ليندركينغ عن تحديد الدول أو عدد البلدان الأخرى التي تواصلت معها واشنطن للانضمام إلى التحالف الموسع، لكنه قال إنه يجب أن يكون “أوسع تحالف ممكن”.
بدوره، حذّر وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، من أن مقترح تشكيل قوة متعددة الجنسيات مدعومة من الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيواجه “مشكلات استثنائية”، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم الخميس، تعليقا على المحادثات الأميركية لتشكيل التحالف البحري في المنطقة.
وقال أشتياني لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية الرسمية، “إذا اتخذوا مثل هذه الخطوة غير العقلانية، فسوف يواجهون مشكلات استثنائية”. وأضاف “لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نهيمن عليها” في إشارة إلى البحر الأحمر. ولم يحدد أشتياني أي إجراءات لدى إيران مستعدة للرد بها على تشكيل قوة للبحر الأحمر تدعمها الولايات المتحدة.
وكانت صحف “إصلاحية إيرانية” مثل”أرمان ملي” قد وصفت أعمال “الحوثي” في البحر الأحمر “تصب في صالح الولايات “المتحدة الأميركية.
وناقش وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع نظيره الصيني، وانغ يي، الأسبوع الماضي، “التهديد الذي تشكله هجمات الحوثيين على الأمن البحري”، وفقا لبيان وزارة الخارجية للمكالمة الهاتفية. والصين، التي ليست جزءا من فرقة العمل الحالية، تستخدم بكثافة طريق البحر الأحمر ولديها تأثير كبير على إيران، الداعمة الرئيسية للحوثيين.
وعززت القوات البحرية الأميركية والفرنسية والبريطانية تواجدها في البحر الأحمر لحماية السفن من خطر استيلاء أو هجوم الحوثيين عليها، علما بأن جماعة “أنصار الله” أكدت أنها ستمنع مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل إلى قطاع غزة الغذاء والدواء، مضيفة أن هذه السفن ستصبح “هدفًا مشروعًا” لقواتها.
ويوم الثلاثاء الماضي، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، بأن إسرائيل على تشكيل فريق عمل ينضم إلى “تحالف دولي” سيعمل على مواجهة ما تصفه تل أبيب بـ”التهديدات” التي يمثلها الحوثيون على أمن ال ملاحة البحرية، وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي أكد هذا التقرير.
ولفتت إلى أن التحالف الدولي الذي تعمل إسرائيل على إرسائه من المتوقع أن يضم “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بالإضافة إلى دول أخرى”. وأشارت “كان 11” إلى توقعات بعقد محادثات في هذا الشأن نهاية الأسبوع الجاري.
وأوضحت أن الحديث عن فريق مهمات خاصة “من أجل التعامل مع عمليات القرصنة التي تتعرض لها السفن التجارية في البحر الأحمر”، في إشارة إلى هجمات الحوثيين على السفن المتجهة لإٍسرائيل تضامنا مع قطاع غزة.
وخلال الفترة الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي، نشر سفن عسكرية في منطقة البحر الأحمر، بدعوى “تعزيز الجهود الدفاعية في المنطقة”.