أثارت تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو في 05 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 ” المؤيدة لإلقاء قنبلة نووية على غزة” جدلاً كبيراً في إسرائيل واستنكاراً عالمياً واسعاً.
أدلى عميحاي إلياهو بتصريحاته لإذاعة “كول براما” الإسرائيلية عندما قال إنه غير راض عن الردّ الإسرائيلي على هجوم حماس في 07 أكتوبر، معتبراً أن أحد الخيارات هو إلقاء قنبلة نووية على غزة، رغم أنها في هذه الحالة ستدمّر مدناً إسرائيلية أيضا، واعتبر أنه “ليس هناك بريء في غزة”.
وحول مصير الأسرى الإسرائيليين عند حماس في حال قصفت إسرائيل غزة بقنبلة نووية، قال إلياهو “حياتهم ليست أغلى من حياة الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا وهناك ثمن للحرب يجب دفعه”.
فمن هو عميحاي إلياهو الذي أدلى بأقوال جاءت بمثابة “قنبلة كلامية”؟ من مواليد القدس في 24 نيسان/ أبريل 1979، نشأ عميحاي إلياهو في مدينة شلومي وتلقى تعليمه في عدة مدارس تلمودية. والده هو الحاخام شموئيل إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد الذي تشرّب منه الكثير من الأفكار الدينية المتطرفة.
عميحاي إلياهو هو أيضا حفيد موردخاي إلياهو، الذي كان يشغل منصب الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل، وأصل العائلة كلها من العراق، إذ إن موردخاي هو ابن الحاخام العراقي سلمان إلياهو.
بدوره كان موردخاي في شبابه ناشطا في حركة يهودية متطرفة تسمى “بريت هكانيم”، وتولى منصب الحاخام الأكبر ليهود السفارديم من 1983 إلى 1993. وتوفي في يونيو/حزيران 2010.
ينتمي عميحاي إلياهو إلى حزب “عوتسما يهوديت” أو “القوة اليهودية” اليميني المتشدّد الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، والذي يؤيد بناء المستوطنات واستعادة السيطرة على أراضي قطاع غزة.
انتخب عضوا في الكنيست الإسرائيلي عن حزب “القوة اليهودية” في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ثم استقال من البرلمان بعد أن عيّنه بنيامين نتانياهو في حكومته وزيرا للتراث وشؤون القدس في ديسمبر/كانون الأول 2022.
خدم عميحاي إلياهو في الجيش الإسرائيلي في وحدة المظليين، وعرف بتأييده لإجراءات مراجعة قوانين القضاء التي باشرها نتانياهو في بداية ولايته الحكومية، والتي أثارت احتجاجات شعبية عارمة استمرت عدة شهور..
في آب 2023 عبّر الوزير اليميني المتشدد عميحاي إلياهو عن رغبته بضمّ الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل بأسرع وقت ممكن، قائلاً إنّ على إسرائيل “فرض سيادتها على مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) من أجل نزع اعتراف دولي بأن هذا المكان لنا”..
أثارت تصريحات إلياهو الأخيرة حول إلقاء قنبلة نووية على غزة انتقادات واسعة دفعت نتانياهو إلى استبعاده من اجتماعات الحكومة الأمنية المصغرة واعتبر أن تصريحاته “غير واقعية”.
كما فتحت تصريحاته الأخيرة الجدل مجدداً حول امتلا ك إسرائيل للسلاح النووي بما يتعارض مع سياستها المعروفة منذ عقود “بالغموض النووي”.