حدث أمني غير مسبوق في الشرق الأوسط.. كيف حصل ما حصل مع "أجهزة استدعاء" حزب الله"؟
قال المحلل دميتري ألپروڤيتش، المدير السابق لشركة أمن المعلومات الخاصة ب”تويتر”: قد تكون هذه العملية ” واحدة من أكبر الهجمات على سلسلة التوريد المادي في التاريخ ”
“نقلاً عن بي بي سي، صرح خبير سابق في الذخائر بالجيش البريطاني تحت غطاء من السرية أن 10 إلى 20 جرامًا من المتفجرات العسكرية قد تكون مخبأة داخل مكون إلكتروني مزيف، تم إدخاله في كل جهاز بيجر. ثم تم تسليح الجهاز المتفجر بإشارة على شكل «رسالة نصية أبجدية رقمية» ثم تم تفجير المتفجرات تلقائيًا بمجرد استخدام الجهاز من قبل المستخدم. يبدو أن هذه الفرضية مدعومة بعدة مقاطع فيديو تظهر أنه، قبل بضع ثوانٍ من الانفجارات التي يبدو أنها حدثت في وقت واحد، أخذ أعضاء حزب الله أجهزة البيجر من جيوبهم، كما لو أنهم تلقوا رسالة.”
أجمع الخبراء الذين تواصلت معهم وسائل إعلام عالمية بأنّ ما حصل مع حملة الأجهزة التابعة لمنظومة الإستدعاء الخاصة بحزب الله هو واحد من أكبر الحوادث الأمنية التي شهدها الشرق الأوسط في ا لسنوات الأخيرة.
والسؤال المحوري الذي شغل الجميع هو كيف يمكن من الناحية التكنولوجية التسبب بهذا الإنفجار الذي شمل آلاف الأجهزة في وقت واحد؟
تعتبر أجهزة التنبيه أجهزة قديمة ، ولهذا السبب بالتحديد يتم استخدامها على نطاق واسع من قبل المنظمات التي تحرض على سرية تواصلها. وهذه الاجهزة مفيدة في هذا السياق لأنها لا تحتوي على أجهزة “جي.بي.أس” وبالتالي لا يمكن ترصدها. وعادة ما تتصل أجهزة التنبيه بالشبكات الخلوية ويمكنها تلقي الرسائل المكتوبة ولكن ليس الرد ، وبالتالي فإن الاتصال بالجهاز يكون من جانب واحد.
ووفقا لوكالة رويترز فإن أجهزة الراديو التي انفجرت حلت محل طراز سابق كان مع أعضاء حزب الله في الأشهر الأخيرة. في الصافرات ، عادة ما تكون هناك بطاريات بسيطة تسخن بسرعة إذا تم إرسال أمر إلى الجهاز وجعله يعمل بقوة. ما هو غير واضح حول ما حصل هو كيف تم إرسال مثل هذا الأمر إلى آلاف الأجهزة في وقت واحد؟ ربما كان هجوما إلكترونيا، تم فيه اختراق شبكة حزب الله، والتي تم من خلالها جمع المعلومات.
من خلال نفس اقتحام الشبكة ، يمكن إرسال الأوامر إلى جميع الأجهزة معا. كان من الممكن أن يؤدي الأمر إلى حدوث ماس كهربائي داخل بطاريات الليثيوم في الجهاز ، أو ارتفاع درجة حرارة البطارية التي تسببت في الانفجار. في السنوات الأخيرة ، يمكنك رؤية الأجهزة الإلكترونية بجميع أنواعها ، مثل الهواتف أو الساعات الذكية أو الدراجات البخارية التي تعمل ببطاريات الليثيوم وتنفجر بعد إجهاد البطارية.
في عام 2011، ذكرت وسائل الإعلام الأجنبية هجوما على المحطات النووية الإيرانية، والذي وقع بعد اختراق فيروس في شبكة تدير تلك المنشآت النووية. وفقا للتقارير الواردة في الخارج ، تم إدخال الفيروس من قبل مهندس كان في المنشأة الذرية بنفسه ، ولم يصل من خلال اتصال بروتوكول خارجي ، حيث كانت الشبكة مغلقة تماما من الهجمات الخارجية.
لا يعرف الكثير حتى الآن ، لا عن الأجهزة نفسها ولا عما إذا كانت متصلة بشبكة خارجية. ما هو معروف هو أن هناك عملية هنا استغلت نقطة ضعف في عتاد الجهاز، نقطة ضعف حولت هذه الأجهزة إلى عبوات ناسفة صغيرة.
