"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

حازم الأمين/ قصّتي مع آلان عون وإبراهيم كنعان

نيوزاليست
الأربعاء، 4 سبتمبر 2024

حازم الأمين/ قصّتي مع آلان عون وإبراهيم كنعان

حازم الأمين

آلان عون ألطف العونيين”!

لطالما رافقت هذه العبارة تعريفنا بابن شقيقة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، النائب المطرود من التيار العوني. كلنا سقطنا في فخ لطف هذا الرجل، وآخرون مثلي راقهم أن يبتسم آلان لنا في المقاهي، لا بل إنني شككت في ورود اسمه في تحقيق استقصائي ذُكر فيه اسمه كمؤثر وليس كمرتكب. يومها قلت لنفسي إن اسمه مجرد “colors” يمكن أن أعفيه من تبعاتها طالما أن قصة الفساد التي يتناولها التحقيق مكتملة من دونه! فعلت ذلك تحت تأثير تلك الابتسامة المراوغة التي اكتشفت أنها مجرد قناع، وأيضاً بدافع من سذاجة يقتضي سوء النية المهنيّة عدم السقوط فيها!

ما عزز من حقيقة هذه السذاجة، إقدام جبران باسيل على طرد آلان عون من التيار العوني. في حينها قلنا إن الرجل يملك من النزاهة ما لا يتحمّله جبران باسيل! وهذه سذاجة ترقى الى أن تكون حماقة. إنها معادلة “عدو عدوي هو حكماً صديقي”، ولطالما سقط العرب في هذا الضرب من الحماقة.

أعجبنا بآلان عون أن جبران، صهر الرئيس، طرده! يا لهول ما أعجبنا. أكثر من ذلك، فبعد واقعة الطرد، كنت بحديث مع أحد النواب، من زملاء عون في المجلس، فأخبرني بأن الأخير “زلمة نبيه بري”، وأنه كعضو في مكتب المجلس، يتولى تمرير كل ما يريده بري.

يومها قلت لنفسي إن هذا النائب يكنّ لزميله ضغينة لا أعرف مصدرها، إلا أن شكاً لم يساورني في أن ما قاله ليس سوى افتراء، إلى أن تسرب التسجيل الصوتي الذي لم ينفه آلان عون، والذي يقول فيه إن الثنائي الشيعي، أي حزب الله وحركة أمل، تعهدا له بشكل رسمي بأن يكون على لوائحهما في الانتخابات المقبلة، وطلبا منه أن يسمي نائبين مسيحيين معه!

إذاً، آلان عون سيكون في البرلمان المقبل عضواً في تكتل التنمية والتحرير، أو في كتلة الوفاء للمقاومة. في الأول سيوقّع على بيع الدولة للمصارف، وفي الثانية سيوقع على بيع “السيادة”! صحيح أنه لم يكن في موقع مختلف، إلا أننا أعفيناه من المسؤولية عن هذا الخيار طالما أن خاله ثم نسيبه كان لهما الخيار.

لم يكن ما سمعته صفعة على وجهي، ذاك أن آلان عون ليس بوزن من تناوبوا على توجيه الصفعات لنا من وجوه منظومة الفساد والارتهان اللبنانية، لكن ما سمعته يصلح لأن يكون مناسبة للتأمل في السذاجة التي لطالما رافقت تناولنا الشأن العام في لبنان.

فآلان عون قدم إلى السياسة من مكان شديد الضيق، ويتمثل في أنه ابن أخت ميشال عون، وهو كان قيادياً في التيار السياسي المسؤول عن العتمة التي يعيشها لبنان اليوم. الرجل لم يبد تحفظاً في أي يوم أو مناسبة على التفويض المطلق الذي أعطاه ميشال عون ووريثه جبران باسيل لحزب الله. لا بل إن التسجيل الصوتي يؤكد أنه على يمين جبران ويسبقه في العلاقة مع حزب الله.

أما ما تفوق به على نسيبه، فهو العلاقة مع حركة أمل، ذاك أن جبران كان على خصومة غير نزيهة مع الحليف الشيعي الثاني، وإذ بابن شقيقة الجنرال يلتفّ عليه من خاصرته الرخوة.

آلان عون جزء جوهري من منظومة الفساد والارتهان. وهو سبق جبران إلى هذا الموقع، فهو ملتحق بها من دون شروط. فقط أن يفسح له حزب الله وحركة أمل مكاناً على لوائحهما.

عون الصغير لا يملك أي حساسية حيال ما يمثله الثنائي الشيعي من أخطار على لبنان، ومن احتمالات الفساد. في وقت يسعى جبران لأخذ أثمان قد تبدو سياسية لقاء بيعهما السيادة والموازنة والدولة.

ما كتبته أعلاه هو محاولة اعتذار عن سذاجة، ربما ليست قصتي مع آلان عون مظهرها الوحيد، ولعل الاعتراف بها يساعدني على تفادي السقوط بها مجدداً.

لكن وأثناء كتابتي هذا الاعتراف، وصلنا خبر انشقاق النائب إبراهيم كنعان عن التيار العوني، والتحاقه بثلة النواب المنشقين. كنعان لم تخطئه سذاجتي يوماً، فهو لطالما مثّل حزب المصارف في لجنة المال والموازنة التي يرأسها، ولطالما كان أقرب إلى بري من جبران. وهو بالنسبة إلي، أنا الفقير لله، الرجل الذي استأجرنا منزلاً من عائلته في بكفيا أثناء حرب الـ2006 هرباً من بيروت التي كانت مستهدفة في ذلك الوقت. أذكر في حينها أن قرار التيار العوني بـ”إيواء النازحين” كجزء من تفاهم مار مخايل، لم يشملنا، فقد عوملنا كأي عائلة قادمة من الخليج للاصطياف!

طبعاً لا قيمة لما أشرت إليه في تقييم ظاهرة الانشقاقات عن التيار العوني، إلا أنها إشارات قد تساعد على توقع اصطفافات المنشقين والمفصولين من التيار، طالما أن هناك طموحات شخصية وراء فصلهم أو انشقاقهم.

موقع “درج”

المقال السابق
اجتماع أميركي- إسرائيل لاحتواء التصعيد على جبهة لبنان وهذا ما طلبته تل أبيب
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الصاروخ الباليستي والرسالة: لماذا تهاجم إيران والحوثيون يوم الأحد؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية