استحدثت السعودية للمرة الأولى في موسم حج 2023، خدمات ابتكارية جديدة، منها تجربة الحافلات الترددية “ذاتية القيادة” ومشروع “تبريد الطرق” في مكة والمدينة المنورة، اللتين تستقبلان مليوني حاج للمرة الأولى منذ عام 2019 أي بعد انتهاء جائحة “كوفيد-19”.
وبحسب هيئة النقل السعودية تأتي هذه الخدمات لـ”الارتقاء بجودة تجربة الحجاج في المنطقة ولتعزيز المحافظة على البيئة”. وتمثلت التقنيات الجديدة في إطلاق الحافلات “ذاتية القيادة” للحجاج في مكة تسهيلاً لنقلهم من مكان إلى آخر، “وبما يضمن السلامة الحيوية في المنطقة”.
وتعمل الحافلات الجديدة، وفق البيان، عبر جمع معلومات البيئة المحيطة وتحليلها من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومجموعة أخرى من الكاميرات والحساسات الدقيقة، الأمر الذي يجعلها فائقة التطور والحداثة.
وتتسع الحافلة ذاتية القيادة لـ11 مقعداً، وتصل سرعتها إلى 30 كيلومتراً في الساعة، وتسير ست ساعات في الشحنة الواحدة، في مسار يبلغ طوله أربعة كيلومترات، بينما يبلغ عرضه 11 متراً.
النظارة الافتراضية
وللمرة الأولى أيضاً، تستعين الهيئة العامة للنقل بالنظارة الافتراضية بتقنية الواقع المعزز، للتحقق من امتثال المركبات وانتظامها، إذ تستخدم في متابعة امتثال أنشطة النقل للاشتراطات والأنظمة، حرصاً على توفير تقنيات حديثة مبتكرة لخدمة الحجاج، وتسهيل تنقلاتهم.
ويرتدي المراقب الميداني النظارة الافتراضية لمتابعة امتثال مركبات النقل، والاستعلام عن المركبة والسائق بشكل سريع، وتوثيق عملية الفحص ورصد المخالفات إن وجدت، خصوصاً أن هذه التقنية الجديدة تسهم في رفع جودة الرصد، والحد من التكدسات في نقاط التفتيش.
تبريد الإسفلت
تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، خلال موسم الحج الحالي، بدأت السلطات السعودية في تنفيذ مشروع تبريد الأسطح الإسفلتية للطرق بمكة والمشاعر المقدسة، لخفض درجة الحرارة وخدمة وراحة الحجاج.
ففي الأساس تمتص الطرق الحرارة خلال النهار ثم تعيد إطلاقها ليلاً، مما يسبب ظاهرة علمية تسمى “الجزيرة الحرارية” التي تؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة وتلوث الهواء، والتي عولجت باستخدام تقنية الأرصفة الباردة (تبريد الإسفلت)، وهي عبارة عن عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كميات أقل من أشعة الشمس، حيث تعمل هذه المادة على عكس الأشعة، ومن ثم تكون درجة حرارة سطحها أقل من الأرصفة التقليدية.
وتستعد السعودية لاستضافة أكثر من مليوني مسلم، لأداء فريضة الحج، في أكبر “تجمع بشري إسلامي” مماثل لما قبل تفشي جائحة “كوفيد- 19” التي تسببت في تراجع أعداد الحجاج لثلاثة أعوام.
وسمحت السلطات السعودية للمسلمين بأداء فريضة الحج هذا العام من دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم، بعد ثلاث سنوات شهدت تقليص عددهم وعدم السماح لمن هم فوق سن الخامسة والستين بالحج على خلفية الجائحة، ويتوقع أن يتجاوز عديد الحجاج هذا العام المليونين.