"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

حادثة الكحالة لن تكون الأخيرة ولا الأخطر !

علي حمادة
الأحد، 13 أغسطس 2023

حادثة الكحالة لن تكون الأخيرة ولا الأخطر !

لم تكن حادثة الكحالة يوم الأربعاء الماضي الأولى و لن تكون الأخيرة و لا الأخطر . فالاعتراض على تمدد “حزب الله” في طول البلاد و عرضها ، وسلوكه السياسي و الأمني و الأهلي يدفع المراقب الى توقع مزيد من الحوادث الأمنية و النزاعات بين الحزب المذكور و مختلف البيئات اللبنانية التي ترفض هيمنته ، و الأهم انها ترفض العيش تحت سقف واحد مع حالة مسلحة شاذة يستحيل الاّ تزيد من الاحتكاكات مع البيئات المشار اليها ، الى ان يأتي يوم و تحدث كارثة كبرى في البلاد . نقول هذا الكلام بعد أيام قليلة على اغتيال مسؤول سابق في القوات اللبنانية في قرية عين إبل الحدودية في الجنوب ، بأسلوب يذكر الكثيرين بإغتيال لقمان سليم عام ٢٠٢١. و نستذكر حادثة الطيونة المؤسفة التي راح ضحيتها سبعة قتلى في سياق عملية تعطيل التحقيق في جريمة تفجير المرفأ ، وطمس القضية ، وافلات المسؤلين عنها . و لا ننسى مسلسل الاغتيالات و الغزوات من رفيق الحريري الى محمد شطح .

مختلف البيئات اللبنانية ترفض العيش تحت سقف واحد مع حالة مسلحة شاذة

لم تكن حادثة الكحالة الأولى و لن تكون الأخيرة وللأسف ستعقبها حوادث اكثر خطورة .

إن لم تتغير طبيعة “حزب الله” ويتحوّل الى حزب سياسي اجتماعي طبيعي ، مجرد من السلاح و من أي وظيفة امنية او عسكرية او مخابراتية ، او توسعية داخلا ، فلن يهدأ لبنان، و لن يعيش اللبنانيون في وطن حقيقي .

هذا واقع ، وأزمة لبنان تكمن في هذه الحالة غير السوية التي يمثلها “حزب الله” بطبيعته، وسلوكه ، والأخطر بمشروعيه الإقليمي والمحلي ، و لن تتبدد الغيوم في سماء لبنان قبل ان نرى تحوّلًا جذريًّا على مستوى هذا التنظيم الممسك بقاعدة شعبية واسعة ضمن بيئته الطائفية . وقبل ان يأتي هذا اليوم سيظل لبنان يتنقل بين نكسة و أخرى وصولًا الى كارثة كبرى. و لن يكون لنا وطن طبيعي . فلا يمكن بناء وطن بسرعتين، وبشرعيّتين ،وبمواطنيتين ،وبمرجعيّتين . و هنا نذكر الوصف الذي كان يطلقه البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير على واقع البلاد قائلًا انها اشبه بعربة يجرها حصانان في اتجاهين مختلفين، و بالتالي يستحيل ان تتقدم الى الامام !

لا يمكن بناء وطن بسرعتين وبشرعيّتين وبمواطنيتين و بمرجعيّتين

بناء على ما سبق ، لا تتعجبوا ان حصلت حوادث دموية أخرى ، لا تتعجبوا إن ارتفعت الأصوات أكثر في مختلف البيئات منددة بالعيش تحت سقف واحد مع مشروع “حزب الله” و البيئة الحاضنة له . هذا سيحصل، وسيتفاقم . و الصيغة اللبنانية التي يدافع عنها الكثيرون في المعسكر السيادي ، ستتعرض لأضرار كبيرة ناتجة عن سوء تصرف الحزب المشار اليه مع “الشركاء في الوطن ، وناتجة أيضا عن سوء ادارته لعلاقات بيئته مع البيئات الأخرى في البلاد ، الى حد ستتسمم معه الحياة الوطنية المشتركة لأمد طويل .

طبعًا قد لا يهتم “حزب الله” لما نحذر منه . وقد يرى أنّ من يرفعون الصوت بوجهه لا يشكلون وزنًا الى حد اثارة قلق “امني ” عليه . لكن الغضب عميق ، و متجذر ، و متصاعد . و بدلًا من ان يتراجع بعد كل حادثة أكانت في خلدة ، ام شويا ، ام الطيونة ، ا الكحالة ، ام عين إبل ، ام على المستوى السياسي كالاستحقاق الرئاسي، نراه يتوسع ويتفاقم سلوكًا، مطيحًا في طريقه حلفاءه في البيئات الأخرى أكان من خلال صناديق الاقتراع كما حصل في الانتخابات الماضية ، ام من خلال تآكل شعبية من يغطونه و يوفرون له خط دفاع ميثاقي في البلاد.

خلاصة القول اننا أمام مسار صعب و طويل ، ومطبات سياسية وأمنية متتالية .

المقال السابق
كورونا "نسخة منقحة" تجتاح 50 دولة.. ولكن!

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

هذه هي ترسانة حزب الله الصاروخية وفق معلومات اسرائي؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية