"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

غزوة إيرانية على الأردن!

علي حمادة
الثلاثاء، 19 ديسمبر 2023

غزوة إيرانية على الأردن!

أتت غزوة عصابات المخدرات على الأراضي الأردنية يوم الاثنين لتكشف اكثر الاستهداف الإيراني للأردن الذي لم يتوقف منذ عدة اشهر من بوابة تهريب المخدرات والأسلحة الى الأردن ومنه الى دول الجوار، الذي ترعاه الميلشيات الإيرانية في الجنوب السوري، ويوجهها “فيلق القدس”. دامت المعركة عند الحدود الأردنية – السورية طوال يوم الاثنين، وانتهت بدحر من دحر من عصابات المخدرات، وإلقاء القبض على البعض، ومصادر جزء من حمولة المخدرات على أنواعها، وبعض الأسلحة. واللافت ان تلك العصابات تحركت بقوة كبيرة قدرت بالعشرات بأسلحة نوعية، من بينها راجمات صواريخ. وردا على الغزوة سارع الأردن عبر سلاح الجو بالإغارة على مراكز العصابات في الجنوب السوري لاسيما في ريف السويداء.

تشي هذه الحداثة الخطيرة بهدف يتجاوز مسألة تهريب المخدرات التي تشكل ناحية رئيسية من نواحي الازمة بين الأردن والنظام في دمشق المتهم بأنه على صلة مباشرة بإنتاج المخدرات وشبكات التهريب عبر بعض اركان النظام وعلى رأسهم قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد. هذه المرة كان واضحا ان جهة قامت بدفع العصابات الى اختراق الحدود بشكل واسع ومعلن في وضح النهار، وكأنّ الجهة التي تدير هذه العصابات وتتشارك معها في جني الأرباح من تجارة المخدرات ارادات ان تبعث برسالة امنية – سياسية اكبر و اكثر خطورة من تهريب المخدرات وبعض السلاح الخفيف. فأمن الأردن القومي وضع يوم الاثنين على المحك، تزامنا مع استمرار الحرب في غزة على اشدها وازدياد الضغط على الداخل الأردني، بدءا من محاولة التأثير على الجمهور الأردني المتعاطف مع اهل غزة بوجه الحرب الإسرائيلية، وانتهاء بتوجيه آلاف العناصر المنتمين الى ميلشيات “الحشد الشعبي” العراقي نحو الحدود العراقية – الأردنية عند معبر طرايبيل تحت شعار التوجه الى الحدود مع فلسطين لمؤازرة غزة. وبطبيعة الحال فإن الجهد الإيراني منصب على الأردن من خلال محاولة تأليب الداخل على السلطات، وتظهير صورة الأردن على انه “متخاذل” فيما يتعلق بنجدة غزة!

في هذا السياق يمكن القول ان غزوة عصابات المخدرات عبر الحدود تشكل تصعيدا كبيرا من الجانب الإيراني انطلاقا من سوريا. وهي تندرج في اطار الضغط على الامن الأردني بعدما فشلت محاولة الاستثمار في الجمهور المتعاطف مع غزة.

لكن ما حدث قد يتكرر بطرق أكثر احترافية وخطورة وعنفا في ظل انفلات الوضع في سوريا، وتقاطع المصالح بين الميليشيات الإيرانية والنظام والعصابات. فهدف الإيرانيين استغلال الحرب في غزة لخلخلة الأردن. اما هدف النظام فتمويل نفسه من تجارة مربحة. وهدف العصابات توسيع نطاق تجاراتها من انتاج المخدرات، الى تهريبها مع الأسلحة.

يبقى ان الأردن صار في حاجة للتفكير في كيفية مواجهة التحدي القادم من الحدود السورية. فالضربات التي قام بها سابقا إضافة الى الضربة التي نفذها ليل الاثنين اثر الغزوة، لا يمكن ان تؤثر على مسار التصعيد الإيراني بالواسطة. وحده قيام تحالف إقليمي - دولي يمكن ان يشكل ردا جديا على الخطر الآتي من خلف الحدود السورية. ومن دون معادلة التحالف في مقابل التحالف سيكون الأردن تحت خطر الاستهدافات الإيرانية المتكررة الآتية من سوريا التي صارت ساحة مفتوحة امام خمسة احتلالات. ولإبعاد الخطر عن أراضيه سيحتاج الاردن في وقت من الأوقات الى نقل المواجهة الى داخل الأراضي السورية بدعم عربي – دولي.

المقال السابق
الدعاية الإسرائيلية تنسب الى مدير مستشفى كمال عدوان "إعترافات" تناسبها ضد "حركة حماس"

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

نقاش بالصوت والصورة/ معادلة تل أبيب بيروت وانعكاساتها الكارثية على لبنان في حال لم تسرّع التسوية حلولها

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية